أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تلغي تصنيف جبهة النصرة من قائمة الإرهاب، وذلك بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على إدراجها ضمن المنظمات الإرهابية.
الولايات المتحدة تلغي تصنيف جبهة النصرة رسمياً
وفقاً لمذكرة وقعها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، تم إلغاء تصنيف “جبهة النصرة”، المعروفة حالياً باسم “هيئة تحرير الشام”، كمنظمة إرهابية. القرار أُعلن عبر السجل الفيدرالي ويدخل حيز التنفيذ في اليوم التالي لنشره الرسمي.
تم اتخاذ القرار بالتشاور مع النائب العام ووزير الخزانة، استناداً إلى المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي. ويُعد ذلك تحولاً محورياً في نهج واشنطن حيال الوضع السوري.
الولايات المتحدة تلغي تصنيف جبهة النصرة: الخلفيات والسياق
أُدرجت جبهة النصرة على قائمة الإرهاب الأمريكية في 2012، حين وصفتها واشنطن بأنها فرع لتنظيم القاعدة في العراق، تتلقى الدعم والتدريب والتخطيط لعمليات داخل سوريا.
غير أن الحركة شهدت تغيرات تنظيمية وهيكلية، إذ أعلنت عام 2016 فك ارتباطها بالقاعدة، وتحولت لاحقاً إلى “جبهة فتح الشام”، ثم اندمجت في عام 2017 مع فصائل أخرى ضمن “هيئة تحرير الشام”.
تطورات سياسية بعد رفع التصنيف
يأتي القرار بعد أسبوع من توقيع الرئيس ترامب على إنهاء برنامج العقوبات المفروضة على سوريا. وقد تسارعت هذه التطورات بعد الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
تولى أحمد الشرع، قائد الهيئة، رئاسة سوريا بصفة انتقالية، ما فتح الباب أمام إعادة رسم العلاقة بين الولايات المتحدة والنظام السوري الجديد.
الولايات المتحدة تلغي تصنيف جبهة النصرة: الموقف السابق والتغير الحالي
رغم التغيرات الشكلية في بنية الهيئة، أصرت إدارة الرئيس السابق جو بايدن على إبقائها ضمن قائمة الإرهاب، معتبرة أن الانفصال المعلن عن القاعدة لم يكن جوهرياً. وكان المسؤولون الأمريكيون يشددون على ضرورة إثبات الانفصال عبر الأفعال لا التصريحات.
أما في عهد ترامب، فقد تغيرت الأولويات، خاصة بعد إعلان حل الهيئة واندماج عناصرها ضمن “الجيش السوري الجديد”، تحت إشراف وزارة الدفاع السورية.
لقاء الرياض وتأثيره في القرار الأمريكي
التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأحمد الشرع في الرياض، خلال قمة غير مسبوقة، أفضت إلى إعلان رفع العقوبات عن سوريا. وقد عُد هذا اللقاء أول اجتماع رسمي بين قادة أمريكيين وسوريين منذ أكثر من عقدين.
أضفى اللقاء زخماً سياسياً على جهود إعادة تأهيل الهيئة، التي باتت جزءاً من الحكومة السورية الجديدة.