انتخبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) خالد العناني، وزير الثقافة والآثار المصري السابق، مديرا عاما جديدا لها اليوم الاثنين، لتسلمه بذلك ملف إحياء حظوظ المنظمة بعد انسحاب الولايات المتحدة منها لثاني مرة.
وتنافس العناني (54 عاما) ضد إدوارد فيرمين ماتوكو (69 عاما) من جمهورية الكونغو، لكنه كان المرشح الأوفر حظا للفوز بالاقتراع السري على منصب المدير العام لأربع سنوات، وكان أطلق حملته في أبريل 2023، ومنذ ذلك الحين، نجح في بناء دعم إقليمي قوي وتحالفات دولية.
العناني فاز بواقع 55 صوتاً مقابل صوتين لمنافسه الكنغولي
وانتخب مجلس اليونسكو العناني، الذي يمثل 58 من أصل 194 دولة عضوا، بواقع 55 صوتا مقابل صوتين لماتوكو. ولم تصوت الولايات المتحدة،
وهو أكبر عدد أصوات يحققه أي مرشح منذ تأسيس المنظمة عام 1945، ويُعد العناني أول مصري وعربي يتولى منصب المدير العام لليونسكو، وكذلك ثاني إفريقي بعد مرشح من الكونغو الديمقراطية.
وسيُعرض التصويت الآن على أعضاء اليونسكو للموافقة عليه في السادس من نوفمبر القادم.
من هو المدير الجديد لليونسكو؟
ولد خالد أحمد العناني عام 1971 في القاهرة، وهو عالم مصريات مرموق وأستاذ علم المصريات بجامعة حلوان منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
حصل على درجة الدكتوراه من جامعة مونبلييه في فرنسا، وأشرف على العديد من المشاريع التراثية الأثرية داخل مصر وخارجها.
شغل منصب وزير السياحة والآثار بين مارس 2016 ويوليو 2019، ثم تولى وزارة الثقافة والآثار في حكومة تالية حتى تعيينه مرشحاً لليونسكو.
اليونسكو تعاني مشكلات كبيرة في التمويل عقب انسحاب الولايات المتحدة
وتواجه اليونسكو تحديات مالية عقب انسحاب الولايات المتحدة للمرة الرابعة في يوليو 2025، ما خفض إسهاماتها بمعدل 8% من ميزانية المنظمة.
وستكون أولى مهام المدير العام الجديد تطبيق برامج تنويع مصادر التمويل، بما في ذلك الشراكات مع القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية.
كما ستتركز جهوده على تعزيز حماية التراث الإنساني في المناطق الأكثر عرضة للصراعات والمناخية.
يعول المجتمع الدولي على العناني لتعزيز دور اليونسكو في دعم التنمية المستدامة وتشجيع الابتكار العلمي والثقافي بين الدول الأعضاء.
ويرى مراقبون أن خبرته الأكاديمية والإدارية توفر قاعدة صلبة للتعامل مع الملفات الصعبة كنزاع الحفريات غير النظامية وتهريب الآثار.
كما يتوقع أن يدفع بتحديث برامج اليونسكو الرقمية لتشجيع مشاركة الشباب والمرأة في مجالات التعليم والثقافة.
حملة واشنطن ضد منظمة اليونسكو
ووصف البيت الأبيض اليونسكو بأنها داعمة “لقضايا ثقافية واجتماعية مثيرة للانقسام” حينما قرر ترامب سحب الولايات المتحدة في يوليو، مكررا تحركا اتخذه في ولايته الأولى وألغاه جو بايدن.
وتشتهر اليونسكو، التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية لتعزيز السلام من خلال التعاون الدولي في مجالات التعليم والعلوم والثقافة، بتصنيف المواقع الأثرية والتراثية وحمايتها، بدءا من جزر جالاباجوس إلى مقابر تمبكتو.