أعلنت مصادر موثوقة أن أفغانستان وباكستان ستستأنفان محادثات السلام في إسطنبول، وذلك بعد يوم واحد من إعلان باكستان فشل المباحثات في جولة سابقة، في محاولة لوقف أسوأ أعمال عنف حدية منذ عودة طالبان للسلطة في 2021.
واتفقت الدولتان على استئناف المفاوضات بناءً على طلب من الدول المضيفة تركيا وقطر، حيث أشارت مصادر إلى أن فريقي التفاوض موجودان حالياً في إسطنبول.
وقال مسؤول أمني باكستاني: “سنشارك في المحادثات بانفتاح ولكن من دون المساومة على موقفنا الأساسي المتعلق بالأمن القومي”.
وأضاف أن إسلام آباد ستركز على مطلبها الرئيسي وهو أن تتخذ أفغانستان إجراءات فعلية ضد الجماعات المسلحة التي تستخدم أراضيها كقاعدة لشن هجمات على باكستان.
خلفية فشل المحادثات السابقة بين أفغانستان وباكستان
وانتهت جولة المحادثات الثانية يوم الأربعاء 29 أكتوبر بالفشل بعد خلافات جذرية حول استخدام الجماعات المتشددة للأراضي الأفغانية.
وقال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله ترار: “الجانب الأفغاني استمر في الانحراف عن القضية الأساسية وتهرب من النقطة الرئيسية”.
واتهمت باكستان أفغانستان “بلعبة إلقاء اللوم والتهرب والحيل”، مؤكدة أن الحوار فشل في التوصل إلى “حل عملي”.
بينما ردت أفغانستان بأن “معظم القضايا بين الدولتين تم حلها بنجاح وسلمياً” لكن “بعض الطلبات الباكستانية تحتاج وقتاً إضافياً”.
الخلاف الأساسي بين باكستان وأفغانستان
وتتهم إسلام آباد طالبان بإيواء حركة طالبان الباكستانية وهي جماعة مسلحة معادية لباكستان تستخدم الأراضي الأفغانية لتنظيم هجمات على الجنود الباكستانيين. بينما تنفي كابول ذلك وتقول إنها لا تسيطر على هذه الحركة.
وهدد وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف الأربعاء بـ”محو” طالبان الأفغانية إذا استمرت الهجمات. وقال: “أي هجوم إرهابي أو هجوم انتحاري سيعطيكم طعم سوء هذه المغامرات”.
الاشتباكات بين باكستان وأفغانستان أوقعت قتلى وجرحى بين الجانبين
وقتل أكثر من 70 شخصاً على الحدود بين البلدين في أكتوبر، وهي أسوأ أعمال عنف منذ استعادة طالبان السلطة.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان مقتل 50 مدنياً أفغانياً على الأقل و447 جريحاً في أسبوع واحد من القتال، بينما ذكرت وسائل إعلام باكستانية مقتل 23 جندياً باكستانياً على الأقل.
وبدأت الاشتباكات بعد غارات جوية باكستانية على كابول وأماكن أخرى في 9 أكتوبر استهدفت زعيم طالبان الباكستانية.




