انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشدة قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعلان اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية، واصفاً تصريحات نظيره الفرنسي بأنها “لا تحمل أي قيمة” وأن “ما يقوله لا يهم”. جاءت هذه التصريحات الحادة من ترامب في أعقاب إعلان ماكرون يوم الاثنين 23 سبتمبر 2025 في مقر الأمم المتحدة بنيويورك اعتراف فرنسا الرسمي بدولة فلسطين.
موقف ترامب الحازم والرافض للاعتراف
خلال لقائه الثنائي مع ماكرون في نيويورك، عبر ترامب عن رفضه القاطع لفكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبراً أن مثل هذه الخطوات تمثل “مكافأة للفظائع المروعة” التي ارتكبتها حركة حماس. وقال ترامب للصحفيين: “أعتقد أن هذا يكرم حماس، ولا يمكن السماح بذلك بسبب أحداث السابع من أكتوبر. إنه أمر غير مقبول”.
جهود أمريكية مكثفة لإحباط المبادرة الفرنسية
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن إدارة ترامب بذلت جهوداً استمرت شهوراً لترهيب وثني الدول عن العمل مع باريس في هذه المبادرة. أرسل وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو برقيات للسفارات والقنصليات الأمريكية حول العالم في شهر يونيو وسبتمبر لإحباط المشاركة في اجتماعات فرنسا، وأدان هذه المساعي باعتبارها “هدية لحماس”.
منع الوفد الفلسطيني من المشاركة
في خطوة تصعيدية، منعت إدارة ترامب القادة الفلسطينيين من الحصول على تأشيرات لحضور اجتماعات نيويورك، مما اضطر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مخاطبة المؤتمر عبر الفيديو بدلاً من الحضور شخصياً. وبررت الإدارة الأمريكية هذا القرار بأنه يهدف إلى محاسبة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية لعدم الالتزام بتعهداتهما وتقويض احتمالات السلام.
رد ماكرون المتوازن والدفاع عن الموقف الفرنسي
رد ماكرون على انتقادات ترامب بطريقة دبلوماسية، مؤكداً أنه “لا أحد ينسى السابع من أكتوبر”، لكنه تساءل: “بعد مرور عامين تقريباً من الصراع، ماذا حققنا؟ هذه ليست الطريقة المناسبة للمضي قدماً”. دافع الرئيس الفرنسي عن قراره بالقول إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو “الحل الوحيد الذي سيمكّن إسرائيل من التعايش بسلام” واعتبره “هزيمة لحماس”.
دعم دولي واسع رغم المعارضة الأمريكية
نجح ماكرون في ضم حلفاء أمريكا الرئيسيين، بما في ذلك بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، في هذه المساعي، حيث اعترفوا جميعاً بالدولة الفلسطينية خلال الأيام التي سبقت مؤتمر نيويورك. كما انضمت دول أخرى مثل بلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو وأندورا إلى الاعتراف.
انتقادات أمريكية حادة للحلفاء الغربيين
وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت الاعترافات بأنها “مجرد كلام وليست فعلاً كافياً من بعض أصدقاء أمريكا وحلفائها”. كما انتقدت هذه الخطوات لأنها “لن تحدث فارقاً بإطلاق سراح الرهائن” ولا تفعل شيئاً لإنهاء الصراع ووقف الحرب.