انسحبت مجموعة بلاكستون الأمريكية للاستثمار من التحالف الذي كان يسعى للاستحواذ على حصة في عمليات تطبيق “تيك توك” داخل الولايات المتحدة، في خطوة مفاجئة قبل أقل من شهرين من انتهاء المهلة الحكومية الجديدة لبيع التطبيق أو حظره كلياً على الأراضي الأمريكية.
جاء هذا القرار ليزيد الغموض والضبابية بشأن مستقبل منصة “تيك توك” في سوقها الأمريكي الأكبر، خاصة أن التوترات التجارية بين واشنطن وبكين ما تزال تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن ملكية التطبيق.
تفاصيل التحالف والمفاوضات
كانت بلاكستون ضمن تحالف استثماري يقوده مجلس إدارة مجموعة Susquehanna International وشركة General Atlantic، وهما من أكبر المستثمرين الحاليين في الشركة الأم الصينية “بايت دانس“. وكان من المخطط، بحسب تقارير بلومبرغ ورويترز، أن يحصل التحالف الأمريكي على 80% من ملكية “تيك توك” في الولايات المتحدة، بينما يحتفظ “بايت دانس” بالحصة المتبقية.
لكن مع انسحاب بلاكستون، باتت مشاركة بقية الأطراف الأساسية محل تساؤل. ومن بين الأطراف التي ما تزال مشاركة حتى اللحظة شركات مثل KKR وأندريسن هورويتز، إضافة إلى أوراكل التي أشارت المصادر إلى نيتها الاستثمار أيضاً، غير أن الوضع النهائي للتحالف لم يتضح بعد كما أكدت ذلك رويترز واقتصاديات تايمز.
معضلة المواعيد النهائية والضغوط السياسية
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقع قبل أسابيع قراراً تنفيذياً يعد الثالث من نوعه، ما أدى إلى تمديد موعد بيع “تيك توك” أو حظره حتى السابع عشر من سبتمبر القادم. يذكر أن التشريعات الأمريكية الحالية تلزم شركة “بايت دانس” ببيع التطبيق أو مواجهة الإغلاق الكامل بحلول يناير 2025.
وقد أدى هذا التأجيل المتكرر للموعد النهائي إلى انتقادات حادة من بعض أعضاء الكونغرس، الذين اعتبروا أن الإدارة الأمريكية تتجاهل مخاوف الأمن القومي المتعلقة باستمرار السيطرة الصينية على بيانات المستخدمين الأمريكيين.
موقف “بايت دانس” واستراتيجياتها
في ظل هذه التطورات، تبحث شركة “بايت دانس” مالكة “تيك توك” عدة خيارات لإدارة عملياتها في الولايات المتحدة، من بينها بيع كامل أو إعادة هيكلة داخلية للشركة، وفق ما أوردته وكالة رويترز وموقع “نيوز بايتس”. غير أنّ الحكومة الصينية أعربت عن رفضها بيع عمليات “تيك توك” تحت ضغوط خارجية، خاصة مع استمرار سياسة فرض الرسوم والتدابير التجارية المضادة بين البلدين.
تداعيات اقتصادية واستثمارية
أدى انسحاب بلاكستون إلى تراجع الثقة بين المستثمرين، تزامناً مع تكرار التأجيلات وتعثر المفاوضات، حيث تبقى مصير الصفقة معلّقاً مع اقتراب نهاية المهلة الرسمية. ورصدت وكالة بلومبرغ تراجعاً طفيفاً في أسهم بلاكستون في تعاملات الجمعة عقب إعلان الانسحاب. كما أفادت مصادر أمريكية أن “تيك توك” بدأ بالفعل تطوير تطبيق يحمل طابعاً أمريكياً تحسباً لخيار الانفصال الكامل في حال فشل المفاوضات.
مصير “تيك توك” في الولايات المتحدة
تؤكد القوانين الأمريكية الجديدة ضرورة التخلي الكامل عن السيطرة الصينية على بيانات المستخدمين المحليين. وبحسب البيت الأبيض، فإن الإدارة الأمريكية تحتفظ بحقها في التفاوض مع الجانب الصيني حتى اللحظات الأخيرة، بينما لم تصدر حتى الآن أي تعليقات رسمية من شركة تيك توك حول التطورات الأخيرة.