أعلنت محكمة العدل العليا في أونتاريو براءة كارتر هارت من تهمة الاعتداء الجنسي المرتبطة بحادثة وقعت عام 2018، مؤكدة أن شهادة المُشتكية تضمنت تناقضات أضعفت مصداقيتها، ما حال دون توافر الدليل القاطع للإدانة.
تفاصيل منطوق الحكم في قضية براءة كارتر هارت
أوضحت القاضية ماريا كاروتشيا أن شهادة المُشتكية لم تكن متماسكة، مشيرة إلى وجود اختلافات واضحة بينها وبين تصريحاتها السابقة في دعوى مدنية مرفوعة عام 2022.
كما أضافت القاضية أن تسجيلات الفيديو أظهرت المُشتكية بحالة وعي تخالف مزاعمها عن السكر التام، في حين اتهمت الشرطة ومحاميها بالتسبب في بعض الفجوات في أقوالها، وهو ما اعتبرته المحكمة ضعفاً في الثقة بشهادتها.
بناءً على ذلك، أكدت المحكمة أن الادعاء لم يثبت غياب الرضا الجنسي بما لا يترك مجالاً للشك، وهو شرط أساسي للإدانة في مثل هذه القضايا حسب القانون الكندي.
خلفية براءة كارتر هارت في القضية الكندية
تعود تفاصيل الحادثة إلى يونيو 2018، عندما احتفل لاعبو منتخب كندا للناشئين بفوزهم ببطولة العالم. حينها، زعمت المُشتكية تعرضها لاعتداء جنسي جماعي داخل أحد الفنادق، وذُكر اسم كارتر هارت ضمن المتهمين.
وُجهت لاحقاً التهم لخمسة لاعبين، منهم هارت، بالإضافة إلى اتهام أحدهم بالتحريض، لكن القضية أخذت بُعداً وطنياً بعد الكشف عن تسوية مالية سرّية بين “هوكي كندا” والمُشتكية، أدت إلى أزمة داخل الاتحاد الكندي.
ما حدث خلال محاكمة براءة كارتر هارت
امتدت المحاكمة لتسعة أسابيع، وشهدت تطورات إجرائية معقدة، منها إلغاء هيئة المحلفين الأولى بسبب خرق للنزاهة، ثم استئنافها بهيئة جديدة قبل الاتفاق على تحويلها إلى محاكمة قاضٍ منفرد.
شهادة المُشتكية استغرقت تسعة أيام، وخلالها تحدثت عن خوف وصدمة، لكن الدفاع قدّم مقاطع فيديو تظهر فيها وهي تُعرب عن رضاها الصريح، ما ناقض أقوالها تماماً.
كارتر هارت كان الوحيد من المتهمين الذي أدلى بشهادته، مؤكداً أنه اعتاد توثيق الموافقة من الشريكات تفادياً لأي شبهة مستقبلية. كما استمعت المحكمة إلى رسائل بين اللاعبين تُظهر محاولة لتنسيق الشهادات، لكنها لم تكن كافية للإدانة الفردية.
ردود الأفعال على براءة كارتر هارت
شهدت المحكمة مشاهد عاطفية بعد النطق بالحكم، حيث عانقت عائلة هارت محاميه، بينما أعرب مؤيدو المُشتكية عن استيائهم، رافعين لافتات تطالب بتعديل القوانين المتعلقة بالاعتداء الجنسي.
أصدرت رابطة NHL بياناً مقتضباً أكدت فيه احترامها لقرارات القضاء، بينما أشار محامي هارت إلى نية موكله استعادة حياته المهنية دون الكشف عن خطوات قانونية مستقبلية.
حتى الآن، لم تُعلن النيابة نيتها الطعن بالحكم، لكن خبراء قانونيين رجحوا احتمال مراجعة بعض الجوانب الإجرائية، وهي عملية قد تستغرق وقتاً طويلاً.
انعكاسات مستقبلية لحكم براءة كارتر هارت
لا تزال تداعيات القضية تؤثر على سمعة “هوكي كندا”، وسط استمرار التحقيقات حول كيفية إدارة الاتحاد للملف المالي والتعويضات.
يرى مراقبون أن براءة كارتر هارت لا تعني نهاية القصة، حيث لم تُصدر بعد أحكام باقي اللاعبين المتهمين، بينما تظل موثوقية الشهادات وتحديات إثبات التهم من أبرز الإشكالات القانونية في مثل هذه القضايا.
في النهاية، تؤكد القضية الحاجة إلى مراجعة شاملة لآليات الإثبات في الجرائم الجنسية، وضرورة إيجاد توازن بين حماية الضحايا وضمان حقوق المتهمين.