أعربت الحكومة الألمانية عن دعمها الكامل للجهود الأمريكية الرامية إلى إحلال السلام في أوكرانيا، مشيرة إلى أن المكالمة الهاتفية الأخيرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب تعكس بداية تفاعل موسكو مع الضغوط الدولية المتزايدة.
وصرح النائب الأول للمتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن ماير خلال مؤتمر صحفي في برلين أن ألمانيا “تدعم بطبيعة الحال كل الجهود، خاصة جهود الرئيس الأمريكي ترامب، لتحريك عملية السلام مرة أخرى”.
وأضاف: “نحن نؤيد ذلك، ونحن في حوار مستمر بشأن هذا الأمر مع الشركاء الأوروبيين وكذلك مع الإدارة الأمريكية، فمن الضروري بشكل عاجل السعي نحو مسار للوصول إلى سلام عادل”.
تشكيك برلين في جدية بوتين
ورغم الترحيب بالمبادرة الأمريكية، أعرب المتحدث الألماني عن تشكك برلين في استعداد بوتين للانخراط في مفاوضات حقيقية، مشيرًا إلى استجابة الرئيس الروسي للجهود السابقة بفرض شروط قاسية وتصعيد القصف على أوكرانيا.
وقال ماير: “لقد أظهرت الأسابيع والأشهر القليلة الماضية بالتأكيد أن هناك شخصًا واحدًا لم تكن لديه بوضوح أي مصلحة في متابعة عملية السلام هذه بجدية، وهذا الشخص هو فلاديمير بوتين”.
وأضاف: “يجب علينا زيادة الضغط على فلاديمير بوتين، ولهذا السبب ندعم أوكرانيا ولهذا السبب أيضًا ندعم كل الجهود – مثل جهد الرئيس الأمريكي – لاتخاذ خطوات لإقناع بوتين أخيرًا بالتفاوض على سلام عادل مع أوكرانيا”.
الموقف الألماني من الدعم العسكري لأوكرانيا
وأكد ماير أن ألمانيا ستواصل دعم أوكرانيا بقوة على جبهتين: الأولى لتمكينها من الدفاع عن نفسها ضد روسيا، والثانية لضمان موقف تفاوضي قوي لها في أي مفاوضات دبلوماسية محتملة لإنهاء الصراع.
في السياق ذاته، رحب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول باللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين في بودابست، قائلًا: “أعتقد أن استمرار المحادثات أخيرًا يعد تطورًا جيدًا بشكل أساسي”، وأضاف أنه يرى أن هذا الاجتماع “يمهد الطريق للمحادثات التي من المقرر أن تعقد لاحقًا بين روسيا وأوكرانيا”.
وأقر فاديفول بـ”نية ترامب الواضحة للدخول فعليًا في مرحلة تفاوض بين روسيا وأوكرانيا”، مشيرًا إلى أن ترامب “يحظى بدعم كامل من الحكومة الألمانية في هذا الصدد”.
ولفت إلى أن ترامب أظهر مؤخرًا في الشرق الأوسط قدرته على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وبدء عملية سلام.
موقف برلين من القمة في بودابست
وردًا على سؤال حول ما إذا كان يرى مشكلة في عقد الاجتماع مع بوتين، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، في عاصمة المجر العضو في الاتحاد الأوروبي، قال فاديفول: “ما دام هدف الانعقاد واضحًا، وهو إجراء مفاوضات سلام، فهو مقبول”.
لكنه أضاف: “يجب أن يكون واضحًا الآن، وبعد مرحلة غير ناجحة في ألاسكا، أنه يتعين علينا أن نرصد حقًا خطوات واضحة واستعدادًا من جانب موسكو لإنهاء الأعمال العدائية”.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة توقيف دولية بحق بوتين في مارس 2023 بتهمة العدوان الروسي على أوكرانيا، حيث ترى المحكمة أن بوتين مسؤول عن اختطاف أطفال أوكرانيين إلى روسيا.
