تنتظر روسيا رد فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مقترح الرئيس فلاديمير بوتين بشأن استمرار الالتزام الطوعي بالحدود القصوى للأسلحة النووية الاستراتيجية بعد انتهاء معاهدة “نيو ستارت”.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف لوكالة “تاس” إن موسكو لم تتلق أي ردّ رسمي من واشنطن رغم إيجابية بيان المتحدث باسم البيت الأبيض الأولي، بحسب رويترز.
بوتين عرض الالتزام بالحد الأقصى لعدد رؤوس الحرب النووية وقاذفاتها
وعرض بوتين الشهر الماضي الاستمرار طواعية في الالتزام بالحدّ الأقصى لعدد رؤوس الحرب النووية وقاذفاتها، وفق اتفاقية “نيو ستارت” لعام 2010، التي تنتهي صلاحيتها في فبراير المقبل.
ويشترط المقترح أن تلتزم الولايات المتحدة بالمثل بعدم زيادة ترسانتها النووية أو تطوير منظومات دفاع صاروخي تزعزع التوازن الاستراتيجي.
أوضح ريابكوف أن المبادرة ترمي إلى تفادي سباق تسلح نووي جديد وضمان مستوى معقول من التنبؤ والضبط الدولي.
وأضاف أن المفاوضات الروسية–الأمريكية حول العلاقات الثنائية ستستأنف في جولة ثالثة قبل نهاية فصل الخريف، من دون تحديد موعد نهائي.
وأشار إلى أن الأمريكيين يسعون في “الغرف المغلقة” لفهم الموقف الروسي بشكل أفضل قبل إصدار ردّ علني.
نيو ستارت آخر معاهدة للحد من التسلح بين أمريكا وروسيا
وتُعدّ “نيو ستارت” آخر معاهدة للحد من التسلح بين أكبر قوتين نوويتين في العالم، وتفرض المعاهدة سقفاً بواقع 1550 رأس حرب نووية لكل طرف، و700 منصة إطلاق للصواريخ والطائرات والقاذفات.
وقد علّق بوتين مشاركة روسيا بالمعاهدة فعلياً في 2023، مع التأكيد على مواصلة احترام الحدود المتفق عليها حتى بعد التعليق.
البيت الأبيض: مقترح بوتين يبدو جيداً
من جانبها، أعربت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت عن أن المقترح “يبدو جيداً” وأن ترامب سيعلّق عليه لاحقاً.
ويرى محللون أن الاتفاق المؤقت سيمدّد من زمن التفاوض على معاهدة لاحقة، ويقلّص مخاطر زعزعة الاستقرار الاستراتيجي العالمي.
في سبتمبر، أعلن البيت الأبيض أن ترامب يعتبر إبقاء الحدود النووية المتفق عليها خطوة إيجابية لتفادي “مشاكل كبرى” في حال انتهاء المعاهدة.
وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوترات الروسية–الأمريكية بسبب الأوضاع في أوكرانيا ومبادرات واشنطن لتعزيز دفاعها الصاروخي عبر مشروع “القبة الذهبية” الفضائي.
ويشدد الكرملين على ضرورة عدم اتخاذ واشنطن خطوات تزيد من قدراتها الهجومية أو الدفاعية الاستراتيجية، وإلا فإن موسكو “ستتخذ الإجراءات المناسبة”.
وتأمل روسيا في ردّ رئاسي واضح من ترامب لوضع أسس تعاون مشترك قبل انتهاء العمل بمعاهدة “نيو ستارت” في فبراير 2026.