أظهرت دراسة حديثة تسارع ترقق نهر بيريتو مورينو الجليدي بأكثر من ستة عشر ضعفاً منذ عام 2019، مما يهدد بانهيار محتمل يؤثر على البيئة والسياحة المحلية، وفقا لمجلة نيتشر.
موقع نهر بيريتو مورينو وأهميته السياحية
يقع نهر بيريتو مورينو ضمن حقل الجليد الجنوبي في باتاغونيا بالأرجنتين، ويُعد من أشهر الأنهار الجليدية عالمياً، حيث يستقطب آلاف الزوار سنوياً. أُدرج ضمن مواقع التراث العالمي لليونيسكو منذ عام 1981، ليكون معلماً سياحياً وطبيعياً بارزاً.
تغيرات ملحوظة في ترقق جليد نهر بيريتو مورينو
حافظت مقدمة النهر على ثباتها بين عامي 2000 و2019، إذ لم تتجاوز التراجعات المائة متر، بسبب التلال الصخرية تحت الماء التي دعمت كتلة الجليد وعملت كحاجز أمام تدفق المياه الدافئة.
أظهرت مسوحات رادارية جوية في مارس 2022 ترقق مقدمة النهر من 0.34 متر سنوياً إلى 5.5 أمتار سنوياً، ما يشكل نقلة حادة في سلوك واستقرار الجليد.
تراجع جبهة النهر وانهيار محتمل
تراجعت جبهة النهر بأكثر من 800 متر في بعض المناطق منذ عام 2019. وإذا استمر الترقق بالمعدل الحالي، قد يفقد الجليد تماسكه مع التلال المغمورة، ما يؤدي إلى انهيار عرضي يمتد لعدة كيلومترات بسرعة متسارعة.
العوامل المؤدية لتسارع الترقق
أشار الباحثون إلى ارتفاع درجات الحرارة الإقليمية ومعدلات الأمطار الدافئة كعوامل رئيسية في زيادة ذوبان الجليد وتسريع ترققه. كما تؤدي زيادة تصريف المياه تحت الجليد إلى تفكيك إضافي يعزز من انهيار الأجزاء الأمامية للنهر.
تأثير الانهيار على السياحة والاقتصاد المحلي
يستقبل نهر بيريتو مورينو أكثر من ثلاثمئة ألف زائر سنوياً. وتعتمد المجتمعات المحلية على السياحة الجليدية كمصدر رئيسي للدخل، لذا فإن انهيار النهر المفاجئ قد يؤدي إلى تعطيل النشاط السياحي وخسائر اقتصادية كبيرة.
ضرورة إنشاء نظام إنذار مبكر لحماية الزوار
اقترح الباحثون نظام إنذار مبكر يعتمد على رادار جوي وأقمار صناعية ومسح ميداني مستمر، بهدف تحذير الزوار من مخاطر الانهيار المحتمل، وحماية الأرواح والممتلكات وتعزيز السلامة في المنتزه.
الآثار البيئية والموارد المائية
يمثل المنسوب المتوسط لجليد بيريتو مورينو ثروة مائية مهمة للمنطقة. ومع تسارع الذوبان، قد يختل توازن الموارد المائية المحلية، مما يستدعي دراسة آثار الانهيار على جريان الأنهار والشبكات الهيدرولوجية.