أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الإثنين 2 سبتمبر 2025، تعيين الخبيرة الاقتصادية المصرية الأصل نعمت «مينوش» شفيق في منصب كبيرة المستشارين الاقتصاديين، ضمن إعادة هيكلة شاملة للفريق الحكومي تهدف إلى تعزيز قدرة الحكومة على مواجهة التحديات الاقتصادية المتراكمة.
جاء التعيين كجزء من خطة أوسع لتقوية الفريق الاقتصادي قبل إعلان موازنة الخريف المتوقعة في نوفمبر، والتي قد تتضمن زيادات ضريبية إضافية لمعالجة الفجوة المالية الكبيرة في الموازنة البريطانية. ويُتوقع أن تلعب شفيق دوراً محورياً في دعم الحكومة لتسريع النمو الاقتصادي ورفع مستويات المعيشة، بحسب البيان الرسمي لمكتب رئيس الوزراء.
نعمت «مينوش» شفيق
تتمتع شفيق، البالغة من العمر 62 عاماً، بمسيرة مهنية حافلة امتدت عبر أبرز المؤسسات المالية والأكاديمية العالمية. شغلت منصب نائبة محافظ بنك إنجلترا للأسواق والخدمات المصرفية بين عامي 2014 و2017، ونائبة مدير عام صندوق النقد الدولي من 2011 إلى 2014، حيث أشرفت على عمل الصندوق في أوروبا والشرق الأوسط خلال أزمة ديون منطقة اليورو والربيع العربي.
كما تولت منصب المدير العام لوزارة التنمية الدولية البريطانية من 2008 إلى 2011، وشغلت منصب رئيسة جامعة لندن للاقتصاد من 2017 إلى 2023، قبل أن تنتقل لرئاسة جامعة كولومبيا الأمريكية في يوليو 2023.
انتقادات حادة تنال من مينوش شفيق
لكن فترة رئاستها لجامعة كولومبيا شهدت جدلاً واسعاً حول طريقة تعاملها مع الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين خلال حرب غزة. واجهت شفيق انتقادات حادة من عدة جهات بعد قرارها استدعاء شرطة نيويورك لتفكيك المعتصمات الطلابية في أبريل 2024، مما أدى إلى اعتقال أكثر من مئة طالب.
في جلسة استماع أمام لجنة التعليم والقوى العاملة في مجلس النواب الأمريكي في 17 أبريل 2024، أكدت شفيق التزامها بمحاربة معاداة السامية في الحرم الجامعي، وأعلنت اتخاذ إجراءات تأديبية ضد 15 طالباً والتحقيق مع أستاذين. غير أن هذا الموقف أثار انقساماً واسعاً داخل الحرم الجامعي وخارجه.
تصاعدت الضغوط على شفيق من مختلف الأطراف، حيث انتقدتها جماعات طلابية لاستدعاء الشرطة، بينما طالب مشرّعون جمهوريون وآخرون باتخاذ موقف أكثر حزماً ضد معاداة السامية. وفي أغسطس 2024، أعلنت استقالتها من منصب رئيسة الجامعة بعد عام واحد فقط من توليها المنصب.
من هي نعمت شفيق؟
وُلدت نعمت شفيق في الإسكندرية عام 1962، وانتقلت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة في سن الرابعة نتيجة للتغيرات السياسية في مصر خلال منتصف الستينيات. حصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة من جامعة ماساتشوستس عام 1983، والماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد عام 1986، والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد عام 1989.
ردود فعل متباينة بعد تعيينها
أثار التعيين ردود فعل متباينة، خاصة من المصريين والعرب الذين تابعوا موقفها من احتجاجات غزة في كولومبيا. وبينما أشاد البعض بخبرتها الاقتصادية الواسعة، عبّر آخرون عن قلقهم من سجلها في التعامل مع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.
قال متحدث باسم ستارمر إن رئيس الوزراء «متحمس لانضمام شفيق بسجلها الاستثنائي في الخبرة الاقتصادية» إلى الحكومة. ومن المتوقع أن تركز شفيق على وضع استراتيجيات طويلة المدى لتحفيز النمو الاقتصادي ومعالجة التحديات المالية الهيكلية التي تواجه المملكة المتحدة.
يُشار إلى أن شفيق تترأس حالياً مراجعة رئيسية للتنمية الدولية للحكومة البريطانية، كما تولت رئاسة متحف فيكتوريا وألبرت منذ يناير 2025. ويُتوقع أن يساعد تعيينها في تعزيز الخبرة الاقتصادية الدولية في قلب الحكومة البريطانية خلال فترة حرجة من التحديات الاقتصادية والمالية.