مع اقتراب الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير، ظهرت واحدة من أبرز المفاجآت التي خطفت الأنظار على منصات التواصل الاجتماعي، وهي تمثال ضخم بارتفاع 27 متراً يجسد مزيجاً مبهراً بين الفن المصري القديم والفن الحديث. التمثال المهيب يقف في شموخ أمام بوابة طريق مصر – إسكندرية الصحراوي، وانتشرت صوره بشكل واسع على المنصات.
تفاصيل التمثال والتصميم
الأبعاد والمواصفات
- الارتفاع الإجمالي: 27 متراً
- القاعدة: 4 أمتار
- جسم التمثال: 23 متراً
- الخامة: حديد معالج بالكامل ليتحمل عوامل الزمن والطقس
- فترة التنفيذ: 8 أشهر من العمل الفعلي على مدار سنتين
فلسفة التصميم
صمم الدكتور ضياء عوض، أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، التمثال ليكون مستوحى من منطقة الأهرامات نفسها. التصميم عبارة عن ثلاثة أهرامات يخرج منها تمثال فرعوني، في تكوين فني يستلهم شكل الأهرامات والتصميم الهندسي للمتحف الكبير.
يوضح عوض أن التمثال “لا يمثل ملكاً فرعونياً بعينه، وإن احتفظ بسمات الهيئة العامة من التاج المزين والذقن المستعار، ولكنه يعبر عن شخصية مصر قديماً وحديثاً”.
التحديات الفنية والإبداعية
الدمج بين القديم والحديث
كان التحدي الأكبر الذي واجه المصمم هو استخدام أسلوب نحتي جديد مع دمج النحت المصري القديم والنحت المصري الحديث، وهي “إشكالية في الفن صعب أن يتناولها أحد”. هذا المزج الجريء خلق جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض.
الهندسة المثلثية
الهندسة المثلثية المتكسرة التي تشكل جسد التمثال ليست “حلاً تشكيلياً عابراً”، بل تُعتبر الترجمة النحتية الأكثر قرباً إلى فلسفة المتحف المصري الكبير، حيث يتناغم التمثال مع طريقة بناء المتحف ليلتقي الفن بالمعمار في وحدة جمالية واحدة.
آراء النقاد والمتخصصين
الإشادات الأكاديمية
أشاد الدكتور حاتم شافعي، أستاذ النحت في كلية التربية الفنية بجامعة حلوان، بالعمل قائلاً إنه “ليس مجرد كتلة من المعدن، بل أثر بصري ومعماري”. مؤكداً أن “الأعمال الفنية الصادمة تسبب إزعاجاً كبيراً لمن ينظرون إلى الفن بطريقة تقليدية”.
وصف نقيب الفنانين التشكيليين المصريين النحات طارق الكومي التمثال بأنه “جيد”، مؤكداً أنه “جاء استلهاماً للحضارة المصرية القديمة برؤية معاصرة، راعى فيه دراسة علاقة الكتل النحتية بعضها ببعض”.
الاعتراضات النقدية
على الجانب الآخر، انتقد بعض الفنانين التمثال. الفنان سعد زغلول قال إن “وضعه لاستقبال رواد المتحف الكبير يبدو صادماً، ولا يعبر عن الأعمال العظيمة التي يضمها المتحف”.
الإشراف والرعاية الحكومية
الجهات المسؤولة
المشروع ينفذ تحت رعاية:
تغييرات المواقع
كان العمل مقرراً أصلاً وضعه عند مطلع الدائري، لكن تم تعديل مكانه ليصبح عند مدخل القاهرة – الإسكندرية، مما استلزم إدخال تعديلات على التصميم ليعكس الأهرامات الثلاثة ويجسد تيمة المتحف المصري الكبير.