أعرب باتريك بويان، الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز الفرنسية العملاقة، عن تفاؤل بشأن آفاق أسعار النفط على المدى الطويل، رغم تباطؤ نمو الطلب على النفط في الصين.
وأدلى بويان بهذه التصريحات اليوم الاثنين خلال مشاركته في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك).
وقال بويان: “الطلب الصيني كان قوياً فعلاً، لكن محرك النمو قد تباطأ.” وأشار إلى أن النمو المركب لاستهلاك الصين من النفط انخفض من حوالي 600 ألف برميل يومياً بين عامي 2000 و2020 إلى حوالي 300 ألف برميل يومياً حالياً.
وأوضح بويان أن الاقتصاد الصيني “يتجه نحو الحاجة لكميات أقل من النفط” مع انتقاله نحو مصادر الطاقة الأنظف والأكثر استدامة، مضيفاً بقوله: “الصين تحاول تقليل اعتمادها على النفط وتحويل مسارها نحو الطاقة الخضراء.”
الطلب الهندي يعوض الانخفاض الصيني
لكن بويان عبر عن عدم قلقه حيال آفاق الطلب العالمي، وقال إن: “هناك دول أخرى مثل الهند تشهد اقتصادها انتقالاً نحو التصنيع، حيث يظهر زيادة في الطلب بمعدل 200 ألف برميل يومياً.” وأضاف: “بالتالي أنا لست قلقاً.”
ويرى رئيس توتال أن الاستثمارات النفطية تبقى ضرورية على المدى المتوسط، قائلاً: “على المدى المتوسط يجب أن نستمر في الاستثمار في النفط.”
قوة النموذج المالي لشركة توتال إنرجيز
ويعتمد تفاؤل بويان على القوة المالية لتوتال إنرجيز، حيث أكد أن “شركتي نقطة التعادل قبل الأرباح الموزعة تقل عن 30 دولاراً للبرميل، وبعد الأرباح الموزعة تقل عن 50 دولاراً.” هذا يعني أن توتال يمكنها الحفاظ على الربحية حتى في بيئة أسعار منخفضة.
واستهدفت الشركة الفرنسية زيادة سنوية بنسبة 3% في الإنتاج الصاعد من النفط والغاز، مع التركيز على مشاريع ذات نقاط تعادل منخفضة تستطيع الصمود أمام تقلبات أسعار النفط.
ويتوقع البنك الاستثماري مورغان ستانلي أنه قد تنخفض أسعار برنت إلى ما دون 65 دولاراً للبرميل بحلول عام 2026 نتيجة فائض محتمل في الإمدادات.
رؤية متوازنة على سوق النفط
وشدد بويان على أن “دور شركة النفط والغاز ليس الاعتماد فحسب على أسعار النفط المرتفعة، بل يجب أيضاً أن تكون قادرة على الاستفادة من ظروف الأسعار المواتية والبقاء مرنة عندما تنخفض الأسعار.”
من جهة أخرى، حذر بويان من تأثر الإمدادات بالعقوبات الأمريكية الجديدة على الشركات الروسية. وقال إن الحظر على “روسنفت” و”لوك أويل” سيكون له تأثير فعلي، مع تأخر الشحنات الروسية، وتمثل الشركتان حوالي 60% من الإنتاج النفطي الروسي.




