نشرت صحيفة Daily Mail البريطانية نتائج دراسة تحذر من أن مقبرة الفرعون المصري توت عنخ آمون، التي يعود تاريخها إلى نحو 3300 عام وتقع في وادي الملوك بالقرب من الأقصر، معرضة لخطر الانهيار بسبب عوامل طبيعية مثل الفيضانات وارتفاع الرطوبة الذي يعزز نمو الفطريات، مما قد يؤدي إلى تآكل اللوحات الجدارية داخل المقبرة. كما اكتشف الباحثون وجود شقوق كبيرة في الصخور المحيطة بموقع الدفن، ما يمثل تهديدًا للسلامة الهيكلية للمقبرة على المدى الطويل وفقًا للدراسة التي أعدها سيد حميدة، أستاذ حفظ التراث المعماري بجامعة القاهرة.
حالة وادي الملوك والفيضانات السابقة
تُعد منطقة وادي الملوك التي تضم المقبرة من المواقع الأثرية الهامة والتي تعرضت لفيضانات في عام 1994 غمرت معظم المقابر وألحقت أضرارًا كبيرة بالجداريات وأدت إلى تشققات في حجرات الدفن، مما مهد الطريق لتهديدات بيئية متكررة للموقع.
رد وزارة السياحة والآثار المصرية
قامت وزارة السياحة والآثار المصرية بنفي هذه الادعاءات، مؤكدة أن المقبرة في حالة جيدة من الحفظ ولا تواجه أي خطر يهدد سلامتها الإنشائية أو الجدارية. وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن مراقبة حالة المقبرة تتم بشكل دوري ومنتظم بالتعاون مع معهد بول جيتي للحفاظ على الآثار، وأن الدراسات العلمية الحديثة أثبتت ثبات المقبرة وعدم تعرضها لأي تدهور منذ اكتشافها في العام 1922. وقد أشارت الوزارة إلى أن العلامات والشقوق التي تظهر ليست نتيجة تدهور حديث، بل تعود لزمن اكتشاف المقبرة ولم تتغير منذ ذلك الحين.
جهود الترميم والصيانة
المقبرة خضعت لأعمال ترميم وصيانة متكاملة وفقًا لأعلى المعايير الدولية مع إشراف خبراء مركز حفظ الآثار التابع لمعهد جيتي، ما يجعلها ضمن أفضل المقابر محفوظة في وادي الملوك. وتتابع الجهات المختصة باستمرار وضع المقبرة لضمان الحفاظ عليها لأجيال قادمة.
ورغم المخاوف التي أثيرت من قبل بعض الدراسات الإعلامية حول خطر انهيار مقبرة توت عنخ آمون، إلا أن السلطات المصرية والجهات المختصة تنفي وجود أي تهديد حقيقي، مؤكدة استقرار المقبرة وحالتها الجيدة من حيث السلامة الفنية والحفظ التاريخي. الجهود مستمرة للحفاظ على هذا الموقع الأثري العالمي المهم ضمن برامج علمية منظمة بالتعاون مع شركاء دوليين.
