أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، عن حصول جامعة كامبريدج البريطانية على الرخصة الرسمية لإقامة فرع لها في المملكة. جاء هذا الإعلان عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك يوم 5 سبتمبر 2025، مع بداية العام الدراسي الجديد 2025-2026.
خطوة تاريخية في تطوير التعليم العالي
تُعد هذه الخطوة نقلة نوعية في مسار التعليم العالي السعودي، حيث تتيح للطلاب السعوديين والدوليين المقيمين في المملكة فرصة الدراسة في واحدة من أعرق الجامعات العالمية دون الحاجة إلى السفر. وكتب آل الشيخ في منشوره: “رسميًا جامعة كامبريدج البريطانية، إحدى أعرق الجامعات العالمية، تحصل على الرخصة الرسمية لإقامة فرع لها في السعودية”.
تأتي هذه الخطوة في إطار توجه السعودية لتعزيز مكانتها التعليمية والأكاديمية عالمياً، وجذب المؤسسات الدولية المرموقة، بما ينسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030 التي تضع تطوير قطاع التعليم ضمن أولوياتها الاستراتيجية.
مكانة جامعة كامبريدج العالمية
تُعتبر جامعة كامبريدج، التي تحمل اسم University of Cambridge باللغة الإنجليزية، ثاني أقدم جامعة ناطقة بالإنجليزية في العالم بعد جامعة أوكسفورد. تأسست الجامعة عام 1209، وهي واحدة من الجامعات السبع العريقة في الجزر البريطانية.
حققت جامعة كامبريدج إنجازات أكاديمية مميزة، حيث حصلت على المركز الأول في تصنيف QS العالمي للجامعات عام 2010، متفوقة على جامعة هارفارد لأول مرة منذ سبع سنوات. كما تُعتبر الجامعة عضوة في مجموعة راسل للجامعات وفي رابطة الجامعات الأوروبية البحثية.
خرّجت الجامعة عبر تاريخها العريق شخصيات مؤثرة صنعت مجد العلوم والفكر، مثل إسحاق نيوتن وتشارلز داروين وستيفن هوكينغ وآلان تورينغ. تشتهر الجامعة بتفوقها في مجالات العلوم الطبيعية والرياضيات والفيزياء.
السياق الأوسع للتعليم الدولي في السعودية
يأتي الإعلان عن ترخيص جامعة كامبريدج ضمن خطة أوسع للمملكة لاستقطاب الجامعات الدولية المرموقة. وفقاً لتقرير صادر عن وزارة الاستثمار السعودي في أغسطس 2024، حصلت خمس جامعات دولية على تراخيص لإقامة فروع في المملكة. تشمل هذه الجامعات جامعة ولاية أريزونا الأمريكية، وجامعة وولونغونغ الأسترالية، وجامعة ستراثكلايد البريطانية، والكلية الملكية للجراحين في أيرلندا، وجامعة IE الإسبانية.
تركز هذه الفروع على تقديم برامج في مجالات الرعاية الصحية والهندسة والأعمال، مما يساهم في تلبية احتياجات سوق العمل السعودي المتنامية. كما تسعى المملكة لاستقطاب مزيد من الطلاب الدوليين لتعزيز مكانتها كمركز تعليمي إقليمي.
التحديات والفرص المستقبلية
يواجه إنشاء فرع جامعة كامبريدج في السعودية تحديات تنظيمية وأكاديمية، حيث يتطلب الأمر توافق البرامج المقدمة مع المتطلبات التنظيمية السعودية وضمان نفس مستوى الجودة التعليمية الموجود في الحرم الجامعي الأصلي في بريطانيا.
تشير اللوائح التنفيذية للجامعات الأجنبية الصادرة عن وزير التعليم السعودي في أكتوبر 2023 إلى ضرورة توفير وثائق تثبت الملاءة المالية، والسجل التجاري، ووثائق تأسيس الكيان القانوني، والموافقة من وزارة الاستثمار ووزارة التعليم.
من ناحية أخرى، يتطلب القبول في جامعة كامبريدج التقليدية معايير صارمة للغاية، حيث لا يتجاوز معدل القبول في المرحلة الجامعية 20% تقريباً، بينما يصل معدل القبول في الدراسات العليا إلى حوالي 29%. وبالنسبة للطلاب السعوديين الراغبين في التقديم للجامعة الأصلية، فإن شهادة التوجيهي (شهادة الثانوية العامة) وحدها لا تُعتبر كافية، ويُنصح بالحصول على مؤهلات إضافية مثل A Levels أو البكالوريا الدولية أو اجتياز 5 اختبارات AP بدرجة 5.