منحت جامعة ليستر البريطانية، يوم 25يوليو، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي لقب «أستاذ فخري» خلال احتفال رسمي في حرمها. ويُعد اللقب الفخري الأول من نوعه الذي تمنحه الجامعة، ما يجعله أرفع تقدير أكاديمي تقدمه مؤسسة عمرها قرن. التكريم جاء تقديراً لإسهاماتها العالمية في تمكين النساء، ونشر القراءة، وتعزيز التعاون الأكاديمي بين بريطانيا والإمارات.
استقبلت البارونة هنرييتا أُكونور، نائب رئيس الجامعة، الضيفة الإماراتية في مدرسة الأعمال بحرم بروكفيلد. وقدمت الشهادة الرسمية لها بحضور البروفيسور دان لادلي، عميد الكلية، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة. أعقب التكريم جولة حوارية حول دراسات المتاحف، شاركت فيها الشيخة بدور مع الباحثين لتعزيز التبادل الثقافي.
دلالات اللقب
يمنح مجلس الجامعة عادة ألقاباً فخرية محدودة، إلا أنّ لقب «أستاذ فخري» لم يُستخدم قبل هذا الحفل. قرار الاستحداث يعكس رغبة ليستر في تكريم شخصيات تقود تغييراً مجتمعياً يتقاطع مع قيم «المواطنون صُنّاع التغيير». يوصف اللقب داخلياً بأنه أعلى رتبة أكاديمية بعد الأستاذية النظامية، ويوضع حامله في مرتبة السفراء المعرفيين للجامعة.
أسباب الاختيار
استند قرار مجلس الشيوخ إلى سجل الشيخة بدور في تأسيس مجموعة «كلمات» التي نشرت أكثر من500عنوان للأطفال. كما أشاد القرار بمبادرات «مؤسسة كلمات» التي أوصلت كتباً ميسّرة إلى31دولة، دعماً لحقوق المكفوفين في القراءة. الجامعة لفتت أيضاً إلى دورها السابق رئيسةً للاتحاد الدولي للناشرين، حيث قادت حملة لتعزيز حرية النشر عالمياً. وفي الحقل الأكاديمي المحلي، أسست الشيخة «كرسي الشيخة جواهر لقيادة المرأة» بجامعة أميركية في الشارقة دعماً للبحث العلمي.
ردود الفعل
قالت الشيخة بدور في كلمتها إن التكريم يؤكد قوة التعليم لبناء جسور ثقافية، وحثت الشابات على «قيادة التغيير». وأعربت عبر حسابها في لينكدإن عن امتنانها لاستقبال اللورد لفتنانت ليسترشاير مؤكدة تطلعها لشراكات مستقبلية مع الجامعة. من جهتها، وصفت البروفيسور لادلي التكريم بأنه «يتماشى مع قيم الشمول والإلهام والأثر» التي تتبناها ليستر. رحّبت وسائل الإعلام الإماراتية بالتكريم، وعدّته إنجازاً جديداً لسيدات الإمارات في المحافل الأكاديمية العالمية.
صدى محلي في الشارقة
أشاد مجلس أمناء الجامعة الأميركية في الشارقة بالإنجاز، مؤكداً أنه يعزز سمعة المؤسسة التي ترأسها الشيخة بدور. وأكد بيان الجامعة أن العلاقات الأكاديمية القائمة مع ليستر ستُفعَّل بمشاريع بحثية مشتركة وبرامج تبادل طلابي نوعية.
قراءة في الأثر المستقبلي
يُتوقع أن يفتح اللقب أبواب تمويل مشترك لمبادرات نشر عربي-إنجليزي تدعمها مجموعة «كلمات» في بريطانيا. كما سيستفيد طلاب ليستر من خبرات مؤسسة «شراع» في ريادة الأعمال، خصوصاً عبر حاضنة «شراع» التي دعمت150شركة ناشئة. المراقبون يرون أن التكريم يرسخ شراكات بحثية حول الاستدامة والذكاء الاصطناعي بين مؤسسات الشارقة وليستر.
خاتمة
بهذا اللقب، تضيف الشيخة بدور حلقة جديدة إلى سجل الإمارات في الريادة الثقافية والتعليمية على الساحة الدولية. جامعة ليستر بدورها تعلن عبر الخطوة عن انفتاح أكبر على المنطقة، مؤكدة دورها مؤسسةً تصنع مواطني التغيير. يلفت التكريم أنظار الجامعات البريطانية الأخرى إلى فرص التعاون مع كفاءات عربية تقود مبادرات تنموية عابرة للحدود. يذكر أن الشيخة بدور تحمل بكالوريوساً من جامعة كامبريدج وماجستيراً في الأنثروبولوجيا الطبية من كلية لندن الجامعية. خبرتها الأكاديمية عززت رؤيتها حين قادت الشارقة للفوز بلقب عاصمة العالم للكتاب لعام2019من قبل اليونسكو. كما شغلت رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين عام2021، لتصبح أول عربية وثاني امرأة تتولى المنصب منذ تأسيسه عام1896. هذه المسارات مجتمعة وضعت القاسمي في صدارة قوائم القيادات الثقافية المؤثرة في الشرق الأوسط لعام2025. تكريم ليستر يُعطي زخماً جديداً لجهود التمكين تلك، ويعزز مسار الدبلوماسية الثقافية التي تقودها الإمارة.