تستعد مدينة الموصل العراقية وتتزين لافتتاح أيقونتها “جامع النوري” الذي أعيد ترميمه من بواسطة اليونسكو ودعم مالي من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويعدّ جامع النوري الكبير في الموصل أحد أبرز معالم العراق الإسلامية، اشتهر بمئذنته المائلة “الحدباء” التي شكّلت أيقونةً للمدينة لقرون.
وتحوّل الجامع إلى رمز مزدوج.. ذاكرة تاريخية عريقة، وشاهد على جريمة تدميره متعمد عام 2017، ثم نموذجًا عالميًا لإحياء التراث بعد الحرب عبر مشروع تقوده اليونسكو بشراكات عراقية ودولية. و
نبذة تاريخية عن جامع النوري
بُني الجامع في القرن 12 بأمر نور الدين زنكي، وارتفعت مئذنته نحو 45 مترًا مع ميلٍ مميّز اكتسبته عبر القرون و ظلّت “الحدباء” علامة الموصل حتى عام 2017 حين دمّرتها داعش.
وفي عام 2014 أعلن أبو بكر البغدادي “خلافته المزعومة” من الجامع، ما زاد رمزيته في السرديات المتصارعة حول المدينة، وعندما فجّر داعش الجامع والمئذنة في يونيو/حزيران 2017، اعتبر رئيس الوزراء العراقي آنذاك حيدر العبادي ذلك “إعلان هزيمة” من التنظيم.
من التدمير إلى إعادة الإعمار
خلال معركة تحرير الموصل فجّر داعش الموقع قبل استعادة القوات العراقية للمنطقة وأصبحت مشاهد الركام في باحة الجامع وصورة قاعدة المئذنة المدمَّرة من أكثر صور الحرب تداولًا.
وفي أبريل 2018 وُقّعت شراكة تاريخية بين الإمارات واليونسكو والعراق بتمويل 50.4 مليون دولار لإعادة إعمار جامع النوري ومئذنته، ضمن مبادرة “إحياء روح الموصل”. توسّعت المبادرة لاحقًا لتشمل مواقع أخرى.
وشملت الجهود لاحقًا ترميم كنائس الطاهرة والساعة ومنازل تراثية، مع حشد تمويل إجمالي تجاوز 115 مليون دولار من نحو 15 شريكًا (منهم الإمارات والاتحاد الأوروبي).
في 2021 فاز فريق معماري مصري بمسابقة دولية تقودها اليونسكو بتصميم “حوارات الأفنية” لإعادة تأهيل مجمّع الجامع ومحيطه، مستلهمًا عمارة الموصل التقليدية ويجمع بين الوظائف الدينية والمجتمعية (ساحات، ظلال، مسارات مائية، ومدارس/مرافق ثقافية). أثار المشروع نقاشًا محليًا واسعًا حول الهوية وشكل الإحياء.
الجدول الزمني لإعادة إعمار جامع النوري
2018: انطلاق مبادرة “إحياء روح الموصل” وأعمال التهيئة في الموقع.
2021: إعلان التصميم الفائز لمجمّع الجامع.
2022–2024: تنفيذ أعمال الأساسات وإعادة بناء بدن المئذنة بالطوب حتى اكتماله بنهاية 2024.
فبراير 2025: احتفالات رسمية بإتمام ترميم الحدباء ومعلَن استكمال شطر كبير من أعمال الجامع والمجمّع؛ تقارير إعلامية تؤكد اكتمال المرحلة وتركيز المشروع على إعادة إحياء النسيج التاريخي الأوسع.
صيف/خريف 2025: تغطيات تُظهر المئذنة بعد اكتمالها واستعدادات الافتتاح الرسمي للمجمّع.
ما الذي أُعيد بناؤه فعليًا؟
• المئذنة “الحدباء”: أُعيد بناؤها “طوبةً طوبة” بميلها التاريخي، مع توثيق علمي وإشراف أثري عراقي ودولي.
• جسم الجامع وساحاته: ترميم القاعات والأروقة والأفنية وفق مبادئ الحفاظ، وإدماج وظائف مجتمعية وتعليمية ضمن المجمّع.
• مواقع مرافقة بالموصل القديمة: كنائس الطاهرة والساعة وبيوت تراثية، لتعزيز التعافي الاجتماعي والثقافي للمدينة.