ناقش قادة دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين في قمة كوبنهاغن اليوم الأربعاء، مقترحاً لإقامة ما يُسمى بـ”جدار الطائرات المسيرة” لحماية القارة من الاختراقات الروسية، وذلك عقب سلسلة من الحوادث الجوية الأخيرة التي شهدتها دول عديدة في الاتحاد.
جاءت هذه القمة الطارئة بعد أيام قليلة من إغلاق مؤقت لستة مطارات دنماركية، بما فيها مطار كوبنهاغن الدولي، بسبب تحليق طائرات مسيرة مجهولة المصدر فوق الأراضي الدنماركية، مما دفع السلطات لاتخاذ تدابير أمنية مشددة، بحسب رويترز.
تزايد انتهاكات المجال الجوي الأوروبي من قبل طائرات روسية
تأتي هذه المناقشات في ظل تزايد انتهاكات المجال الجوي الأوروبي من قبل طائرات روسية، حيث سجلت بولندا في سبتمبر الماضي اختراق حوالي عشرين طائرة مسيرة روسية لأجوائها، بعضها سافر لمئات الكيلومترات داخل الأراضي البولندية قبل أن يُسقط أو يتحطم.
كما رصدت رومانيا طائرة مسيرة روسية تدخل مجالها الجوي قبل أن تختفي من الرادارات، فيما انتهكت ثلاث مقاتلات روسية المجال الجوي الإستوني.
وأكدت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن أن “هناك دولة واحدة فقط من منظور أوروبي… مستعدة لتخويفنا، وهذه الدولة هي روسيا، لذلك نحتاج إلى رد قوي”.
غير أن الحكومة الدنماركية امتنعت عن اتهام موسكو مباشرة بالمسؤولية عن الحوادث الأخيرة.
مشروع الجدار المضاد للمسيرات
وقد طرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فكرة “جدار الطائرات المسيرة” الشهر الماضي خلال خطابها السنوي حول حالة الاتحاد، ووصفتها بأنها “أساس الدفاع الموثوق”.
وأكدت يوم الثلاثاء أن “أوروبا يجب أن تقدم رداً قوياً وموحداً على توغلات المسيرات الروسية عند حدودنا”.
ولن يكون هذا الجدار حاجزاً مادياً، بل سيتكون من شبكة متطورة متعددة الطبقات من أنظمة الكشف والاعتراض، تشمل رادارات وكاميرات وأجهزة استشعار وتقنيات تشويش، بهدف رصد وتتبع وتحييد الطائرات المسيرة المتسللة.
وستعتمد هذه المنظومة على الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات آلية حول ما إذا كان يجب تشويش أو حجب أو اعتراض الطائرات الداخلة.
التحديات والجدل حول تمويل جدار المسيرات
وقد رحب الأمين العام لحلف الناتو مارك روته بالمبادرة، واصفاً إياها بأنها “في الوقت المناسب وضرورية”، مؤكداً أن “لا يمكننا إنفاق ملايين الدولارات على صواريخ لإسقاط طائرات مسيرة لا تكلف سوى بضعة آلاف من الدولارات”.
لكن المشروع يواجه تحديات كبيرة، أبرزها الخلاف حول الجدول الزمني للتنفيذ، حيث حذر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس من أن إنشاء الجدار قد يستغرق ثلاث إلى أربع سنوات على الأقل، بينما أعربت رئيسة وزراء لاتفيا إيفيكا سيلينا عن اعتقادها بإمكانية تحقيق ذلك “بسرعة أكبر بكثير”.
كما تثير آلية التمويل جدلاً واسعاً بين الدول الأعضاء، واقترحت المفوضية الأوروبية استخدام الأصول الروسية المجمدة في أوروبا لتمويل قرض بقيمة 140 مليار يورو لدعم أوكرانيا، والذي يمكن أن يساهم جزئياً في تمويل مشاريع الدفاع الجديدة.