قال مسؤولون عراقيون اليوم الخميس إن حريقاً في مركز تجاري افتتح حديثاً في محافظة واسط شرقي العراق، أسفر عن مقتل أكثر من 60 شخصاً بينهم نساء وأطفال.
ووفقاً لوكالة أسوشيتد برس، فقد قالت وزارة الداخلية في بيان، إن 61 شخصاً لقوا حتفهم، معظمهم جراء الاختناق من الحريق الذي اندلع في وقت متأخر من يوم الأربعاء في مدينة الكوت.
بيان الوزارة أضاف أن من بين القتلى 14 جثة متفحمة لا تزال مجهولة الهوية.
تفاصيل حريق في مركز تسوق بمدينة الكوت
اندلع الحريق في مركز “هايبر مول” الليلة الماضية، وفقًا لتصريحات محافظ واسط محمد المياحي، الذي أشار إلى أن عدد الضحايا يشمل قتلى ومصابين. وانتشرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر ألسنة اللهب تتصاعد من المبنى المؤلف من خمسة طوابق.
نتائج أولية وتداعيات حريق في مركز تسوق
أعلن المياحي أن التحقيقات الأولية حول أسباب الحريق ستُعلن خلال 48 ساعة، وأُقيمت دعاوى قضائية ضد إدارة المركز ومالكه. كما أكد شهود أن النيران بدأت من الطابق الأول، وانتشرت بسرعة بسبب وجود مواد قابلة للاشتعال وغياب إجراءات السلامة المناسبة، شارك في جهود الإنقاذ ثلاث فرق من الدفاع المدني ومتطوعون، وتمكنوا من إخلاء المبنى جزئيًا قبل أن تلتهمه النيران بالكامل. ولم تُحدد السلطات حتى الآن السبب الدقيق لاندلاع الحريق.
وأشارت وكالة فرانس برس إلى أن المركز افتتح حديثًا، ما يثير تساؤلات حول جاهزيته لمواجهة الطوارئ. ودعا محافظ واسط المواطنين إلى انتظار نتائج التحقيق وعدم الانجرار خلف الإشاعا، كما أوضح المياحي في مؤتمر صحفي أن الأولوية هي لمعالجة المصابين وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم.
الاستجابة الطبية لحريق في مركز تسوق
نُقل المصابون إلى مستشفيات الكوت، حيث بلغت نسبة الإشغال 90%، فيما استقبل مستشفى الكوت العام أكثر من 40 حالة إصابة بالحروق، بينها حالات حرجة. ووفرت وزارة الصحة أجهزة تنفس صناعي إضافية وأكدت استعدادها لنقل الحالات الخطيرة إلى بغداد.
أثار الحادث غضبًا واسعًا على مواقع التواصل، وسط انتقادات لضعف أنظمة السلامة في المباني الحديثة، خصوصًا المشاريع التجارية الكبرى. ودعا ناشطون إلى تطبيق صارم لقوانين البناء وأنظمة الإخلاء والطوارئ، كما أكد رئيس الجمعية العراقية للمهندسين المدنيين أن المبنى كان يفتقر لأجهزة كشف الدخان وأنظمة الرشّ، مطالبًا بمراجعة التراخيص الممنوحة.
التحقيقات الجارية حول حريق في مركز تسوق
استغرق إخماد الحريق نحو خمس ساعات باستخدام سيارات إطفاء ورغاوي خاصة. وأشادت الهيئة الوطنية للإنقاذ بدور فرق الدفاع المدني، فيما أعلنت وزارة الداخلية فتح تحقيق موسّع حول مدى التزام إدارة المركز التجاري بإجراءات السلامة.
ويُعد هذا الحادث من الأسوأ في العراق هذا العام، بعد سلسلة حرائق ضربت مباني حديثة مثل المستشفيات وقاعات المناسبات. وأعلنت الحكومة نيتها مراجعة شاملة لقوانين البناء وتفعيل دور فرق التفتيش في جميع المحافظات، بدأت لجان وزارية أعمالها لتطوير خطة طوارئ وطنية للوقاية من حرائق المباني، بمشاركة وزارات الداخلية والصحة والبلديات وخبراء محليين ودوليين.
دعوات للإصلاح بعد حريق في مركز تسوق
يبقى السؤال مطروحًا حول مدى التزام الجهات المعنية بتطبيق أنظمة الوقاية، خصوصًا بعد الحوادث السابقة. ويتوقف نجاح الإصلاحات على تنفيذ التوصيات الفنية بشكل دقيق وسريع دون تأجيل، وينتظر العراقيون نتائج التحقيق الحكومي في هذا الحريق المأساوي، الذي سلط الضوء مجددًا على أهمية تطوير أنظمة السلامة في البنى التحتية الحديثة.