شهدت المياه قبالة جزيرة فورمينتيرا الإسبانية حادثًا مروعًا، بعد اندلاع حريق ضخم في اليخت الفاخر «دافنشي» المخصص للإبحار الخاص، مما أسفر عن غرقه بالكامل بعد ساعات من الحريق.
وفق بيان رسمي لـ«سلفامنتو ماريتيمو»، الجهة الحكومية المسؤولة عن الإنقاذ البحري، اندلع الحريق في قاعة المحركات عند الساعة 10:30 صباح الاثنين. وحاول أفراد الطاقم السيطرة على النيران بوسائلهم الخاصة قبل أن تفشل جهودهم، ما دفعهم لتفعيل إشارات الاستغاثة وإعداد قوارب النجاة.
على الفور، أبحرت سفينتا الإنقاذ «كونثيبثيون أرينال» و«سالڤامار ناوس» من موانئ إيبيزا وفورمينتيرا. كما تدخل عبّارة «رامون يولو» التابعة لشركة بالياريا، وكانت في طريقها إلى دينيا، فاقتربت من مكان الحادث وقدّمت المساعدة الأولية لحين وصول قوات الإنقاذ الحكومية.
نجح خفر السواحل في إنقاذ جميع أفراد الطاقم السبعة سالمين دون إصابات تذكر. وأوضح متحدث باسم «سلفامنتو ماريتيمو» أن عملية الإخلاء جرت بسلاسة، ونُقل الطاقم إلى ميناء إيبيزا بحالة صحية جيدة قبل ظهر يوم الحادث.
على الرغم من الجهود المضنية، استمر اليخت «دافنشي» في الاحتراق بقوة. وسجل الحريق تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان الأسود إلى ارتفاعات شاهقة. وبعد عدة ساعات، انهار هيكل اليخت بالكامل وغرق في مياه البحر المتوسط. ورجحت السلطات أن تكون النيران قد أضعفت هيكل السفينة حتى غاص قاعًا.
واستمرّ خفر السواحل في الحضور الميداني لساعات إضافية لجمع الحطام العائم ومنع المخاطر على حركة الملاحة البحرية. وأكد مسؤولون أن عمليات التنظيف وتطهير المياه من أي ملوثات مشتقة من الحريق والغرق جارية حتى الآن.
من جانبه، فتح مكتب التحقيق البحري تحقيقًا موسعًا لمعرفة أسباب اندلاع الحريق. وأفادت مصادر في «دياري دي إيبيزا» أن النقطة الأرجح لبداية الحريق هي غرفة المحركات، حيث ترتفع درجات الحرارة وتتواجد مواد قابلة للاشتعال بكثرة. ويجري فحص أنظمة التبريد والوقود لمعرفة ما إذا كان هناك تماس كهربائي أو تسريب في الوقود.
«دافنشي» هو يخت فاخر طوله 28.9 مترًا من تصميم شركة «أستوندوا»، ومملوك لصاحب أعمال بريطاني. ويصنف ضمن سلسلة «Mangusta 165E». وقد دخل الخدمة منذ 2017، وتبلغ قيمة اليخت نحو 20 مليون دولار أمريكي، مع تكاليف صيانة سنوية تقدّر بحوالي مليوني دولار.
يأتي هذا الحادث في وقت تزدحم فيه مياه فورمينتيرا بالقوارب الفاخرة وشركات التأجير السياحي. وتُعدّ الجزيرة مقصدًا رئيسًا لعشاق اليخوت بفضل طبيعتها الهادئة وقربها من إيبيزا. وتحرص السلطات البحرية على تكثيف دورياتها ومراقبتها للوقود والأنظمة الإلكترونية في مراكب الزوارق الفاخرة، خصوصًا في الصيف حين يزداد النشاط.
تؤكد الحوادث المتكررة أهمية اتباع معايير السلامة البحرية بشكل صارم، لا سيما في مناطق الجذب السياحي المائي. وترفع قصة «دافنشي» مجددًا سقف التنبه للطاقم والمالكين بشأن فحص أنظمة الحماية من الحرائق وصيانة المعدات البحرية بانتظام.