دخل حظر تطبيق تيك توك حيز التنفيذ في الولايات المتحدة رسمياً يوم الأحد 19 يناير 2025، بعد أن أيدت المحكمة العليا الأمريكية القانون الاتحادي الذي يحظر التطبيق ما لم تبع الشركة الأم الصينية “بايت دانس” أصولها الأمريكية. وقد شهد التطبيق توقفاً لمدة 12 ساعة قبل عودته بعد تدخل الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي منح مهلة إضافية قدرها 90 يوماً للتوصل إلى صفقة.
وقد أشارت تيك توك إلى أن الحظر سيؤدي إلى خسائر تقدر بمليار دولار شهرياً للشركات الصغيرة الأمريكية، بينما سيخسر صناع المحتوى حوالي 300 مليون دولار من الأرباح.
الهند: أول حظر كامل على التطبيق
تصدرت الهند قائمة الدول التي فرضت حظراً كاملاً على تيك توك، حيث منعت التطبيق نهائياً في يناير 2021 بعد التوترات الحدودية المميتة مع الصين. وكان لدى تيك توك في الهند حوالي 150 مليون مستخدم نشط شهرياً، مما جعلها أكبر سوق خارجي للتطبيق في ذلك الوقت، وفقاً لمجلة فوربس.
بين أوروبا وألبانيا قيود مقننة
في خطوة غير مسبوقة في أوروبا، أعلنت ألبانيا حظر تيك توك لمدة عام كامل اعتباراً من مارس 2025، بعد حادثة مقتل طالب يبلغ 14 عاماً في عراك مدرسي تطور من خلافات على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال رئيس الوزراء الألباني إيدي راما إن الحظر يهدف إلى حماية الأطفال من تأثير التطبيق السلبي.
الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء
حظرت مؤسسات الاتحاد الأوروبي الرئيسية، بما في ذلك البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية، تيك توك على أجهزة الموظفين لأسباب أمنية. كما فرضت عدة دول أوروبية قيوداً على الأجهزة الحكومية، منها:
- فرنسا: حظر على هواتف العمل لـ2.5 مليون موظف حكومي
- بلجيكا: حظر على الأجهزة المملوكة للحكومة لمدة 6 أشهر
- هولندا: حظر على الأجهزة الرسمية التي توزعها الحكومة
- الدنمارك: حظر على الوحدات الرسمية كإجراء للأمن السيبراني
المملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا
حظرت المملكة المتحدة تيك توك على الأجهزة الحكومية في مارس 2023 كخطوة احترازية، استناداً إلى تقرير من المركز الوطني للأمن السيبراني. وتبعتها أستراليا بحظر التطبيق على جميع الأجهزة المملوكة للحكومة الفيدرالية في أبريل 2023، بينما حظرت نيوزيلندا التطبيق على الأجهزة المرتبطة بالشبكة البرلمانية.
كندا: إغلاق المكاتب دون حظر التطبيق
اتخذت كندا نهجاً مختلفاً بأمرها إغلاق مكاتب تيك توك في تورونتو وفانكوفر في نوفمبر 2024 بسبب “مخاطر على الأمن القومي”، لكنها لم تحظر التطبيق نفسه للمستخدمين الكنديين. وكانت كندا قد حظرت التطبيق من الأجهزة الحكومية في فبراير 2023.
آسيا: قيود متنوعة لأسباب مختلفة
أعلنت قيرغيزستان في أغسطس 2023 حظر تيك توك بسبب “التأثير السلبي على النمو العقلي وصحة الأطفال”. بينما حظرت حكومة طالبان في أفغانستان التطبيق في أبريل 2022 قائلة إنه “يضلل الشباب” وأن محتواه “لا يتوافق مع القوانين الإسلامية”.
باكستان: حظر متكرر لأسباب أخلاقية
حظرت باكستان تيك توك أربع مرات منذ عام 2020 بسبب ما وصفته بـ”المحتوى غير الأخلاقي والفاحش”. وفي ديسمبر 2023، أصدرت الجامعة البنورية في كراتشي فتوى دينية تحرم استخدام التطبيق، واصفة إياه بأنه “أعظم إغراء في العصر الحديث”.
تايوان وإندونيسيا
حظرت تايوان تيك توك على الأجهزة الحكومية في عام 2022 استناداً إلى اعتبارات الأمن السيبراني الوطني. أما إندونيسيا فحظرت معاملات التجارة الإلكترونية على التطبيق في سبتمبر 2023، وليس التطبيق نفسه، لحماية الشركات الصغيرة من المنافسة غير العادلة.
الصومال: مكافحة الإرهاب
حظرت الحكومة الصومالية تيك توك وتليغرام في أغسطس 2023، قائلة إن “الإرهابيين” يستخدمون هذه المنصات لأغراض دعائية ونشر المحتوى المروع. جاء هذا القرار مع اقتراب المرحلة الثانية من الهجوم العسكري ضد حركة الشباب المتطرفة.
نيبال: الانسجام الاجتماعي
أعلنت نيبال حظر تيك توك في أواخر عام 2023 بسبب “المحتوى الذي يزعج الانسجام الاجتماعي”، وفقاً لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
الصين: الفصل التام
رغم أن الصين لم تحظر تيك توك رسمياً، إلا أن التطبيق غير متاح داخل الصين، حيث تستخدم “بايت دانس” تطبيقاً منفصلاً يسمى “دوين” للمستخدمين الصينيين. ويقول الخبراء إن “دوين” يخضع لرقابة صينية صارمة، مع وجود جدار حماية يفصل البيانات بين التطبيقين.
التداعيات الاقتصادية والسياسية
تشير التقديرات إلى أن حظر تيك توك في الولايات المتحدة وحدها قد يؤدي إلى خسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات شهرياً. وقد أثار النقاش حول حظر التطبيق مخاوف بشأن حرية التعبير والرقابة الرقمية، خاصة أن التطبيق يضم أكثر من مليار مستخدم نشط عالمياً.
تنفي شركة تيك توك باستمرار مشاركة بيانات المستخدمين مع الحكومة الصينية، وتؤكد أنها أنفقت أكثر من 1.5 مليار دولار على جهود أمن البيانات. لكن المخاوف تستمر بسبب قوانين الاستخبارات الصينية التي تتطلب من الشركات مساعدة الحزب الشيوعي عند الطلب.