حكومة غزة: المساعدات الإنسانية تتعرض لنهب ممنهج داخل القطاع

“تكشف حكومة غزة عن نهب ممنهج للمساعدات الإنسانية تحت رعاية الاحتلال. تقارير دولية تؤكد وقوع 104 شاحنة مساعدات ضحية للسرقة.

فريق التحرير
فريق التحرير

ملخص المقال

إنتاج AI

يتناول المقال نهب المساعدات في غزة تحت حماية إسرائيل، ونفي سرقة حماس لها. يؤكد على تفاقم الكارثة الإنسانية ومقتل مدنيين أثناء توزيع المعونات، مع مطالبات بتدخل دولي وتوزيع عادل للمساعدات.

النقاط الأساسية

  • المكتب الإعلامي بغزة: المساعدات تتعرض للنهب برعاية الاحتلال الإسرائيلي.
  • إسرائيل تنشر الفوضى والتجويع وتمنع وصول المساعدات لمستحقيها.
  • تقارير دولية ومسؤولون إسرائيليون ينفون سرقة حماس للمساعدات.

أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع تتعرض لعمليات نهب ممنهج تتم تحت رعاية وحماية الاحتلال الإسرائيلي.

تصريحات حكومة غزة الرسمية

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيانات متتالية أن إسرائيل سمحت بدخول 104 شاحنات مساعدات يوم الخميس الماضي، إلا أن غالبيتها تعرضت لعمليات نهب وسرقة نتيجة حالة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل منهجي ومتعمد. وفي تصريح سابق، ذكر أن 87 شاحنة مساعدات دخلت يوم الاثنين، وتعرضت غالبيتها للسرقة تحت حماية الاحتلال.

أوضح المكتب الحكومي آلية الجريمة المرتكبة، قائلاً إن الجيش الإسرائيلي ارتكب “مجزرة مركّبة” بدأت برفض إدخال شاحنات المساعدات، ثم استهدف عناصر تأمينها التابعة للعشائر والعائلات، ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً. وبعد التأكد من قتلهم، فتح الاحتلال المجال لإدخال الشاحنات، لتقع في يد عصابات إجرامية ولصوص تحت حمايته المباشرة بالطائرات المسيرة والرصاص الحي.

استراتيجية هندسة المجاعة

حمّل المكتب الإعلامي الحكومي إسرائيل مسؤولية تنفيذ سياسة “هندسة الفوضى والتجويع” التي تهدف إلى إفشال عمليات توزيع المساعدات وحرمان المدنيين منها1. وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي “يسعى بوعي إلى نشر الفوضى وهندسة المجاعة، ويمنع عمداً وصول المساعدات إلى مستودعاتها أو مستحقيها، بما يشكّل جريمة متعمدة ومستمرة بحق المدنيين المحاصرين”.

Advertisement

وشدد على أن القطاع يحتاج يومياً إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة من المواد الإغاثية والوقود لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة للقطاعات الصحية والخدماتية والغذائية، في ظل الانهيار الكامل للبنية التحتية.

الجرائم المرتكبة ضد منتظري المساعدات

وثق المكتب الإعلامي الحكومي مقتل 51 فلسطينياً وإصابة 648 آخرين خلال 3 ساعات فقط، أثناء توجههم للحصول على مساعدات غذائية وصلت عبر شاحنات قادمة من منطقة زيكيم. وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي “ارتكب مجزرة دموية جديدة بحق آلاف المدنيين المُجوّعين شمال قطاع غزة” عند استهدافهم في منطقة السودانية.

تقارير دولية تدحض اتهامات إسرائيل

في المقابل، نفت مصادر دولية متعددة الاتهامات الإسرائيلية بسرقة حماس للمساعدات. فقد كشفت وكالة الأنباء رويترز أن تحليلاً داخلياً للحكومة الأمريكية أجرته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لم يجد أي دليل على قيام حماس بسرقة ممنهجة للمساعدات الممولة من الولايات المتحدة.

درس التحليل 156 حادثة سرقة أو فقدان للإمدادات الممولة من الولايات المتحدة بين أكتوبر 2023 ومايو 2025، ووجد أن 44 منها على الأقل كانت “بشكل مباشر أو غير مباشر” بسبب الإجراءات العسكرية الإسرائيلية.

Advertisement

شهادات مسؤولين إسرائيليين

أكدت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين رفيعي المستوى أن الجيش الإسرائيلي لم يعثر قط على دليل يظهر أن حماس قد سرقت بشكل ممنهج المساعدات من الأمم المتحدة. وقال المسؤولان العسكريان الإسرائيليان إن نظام إيصال المساعدات التابع للأمم المتحدة الذي استهزأت به إسرائيل وقوّضته، كان فعالاً إلى حد بعيد في توفير الغذاء لسكان غزة اليائسين والجوعى.

الكارثة الإنسانية المتفاقمة

تشير التقديرات الدولية إلى أن أكثر من ألف شخص قُتلوا بالقرب من مواقع توزيع المساعدات منذ بدء عمليات مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً في أواخر مايو. وأفادت وزارة الصحة في غزة أن المجاعة وسوء التغذية أودت بحياة 154 فلسطينياً منذ بدء الحرب، بينهم 89 طفلاً.

حذرت أكثر من 100 منظمة إغاثة ومنظمة حقوقية من “مجاعة جماعية” وناشدت إسرائيل رفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية. كما أصدر الاتحاد الأوروبي وما لا يقل عن 28 حكومة، بما في ذلك حلفاء لإسرائيل مثل بريطانيا وفرنسا وكندا، بياناً مشتركاً يدين “تقديم إسرائيل المساعدات بالتنقيط” إلى مليونَي فلسطيني من سكان غزة.

تداعيات مؤسسة غزة الإنسانية

Advertisement

واجهت مؤسسة غزة الإنسانية انتقادات واسعة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، حيث وصفتها بأنها “خطيرة وغير فعالة” وتنتهك معايير الحياد الإنساني الدولي. ودعت أكثر من 170 منظمة غير حكومية إلى تفكيك نظام توزيع المساعدات الغذائية المدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة بسبب المخاوف من تعريض المدنيين لخطر الموت والإصابة.

يواجه الفلسطينيون في غزة معضلة مستحيلة: الموت جوعاً أو المخاطرة بالرصاص أثناء محاولتهم اليائسة للحصول على الطعام لعائلاتهم، وفقاً لما ذكرته المنظمات الدولية. وتُجبر المنظمات الإنسانية الأفراد الجوعى والضعفاء على السفر لساعات، غالباً عبر مناطق صراع نشطة، للوصول إلى المساعدات الغذائية.

المطالبات الدولية

طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بتدخل دولي فوري وآلية أممية نزيهة لتوزيع المساعدات بما يحقق مبادئ العمل الإنساني. كما حمّل إسرائيل والإدارة الأمريكية “المسؤولية الكاملة عن هذه الإبادة والتجويع والفوضى المفتعلة والممنهجة”.

وأكد أن “استمرار هذا الواقع الإجرامي يُشكل وصمة عار على جبين الإنسانية، ويستدعي تحرّكاً دولياً عاجلاً لوقف واحدة من أفظع الجرائم الجماعية في القرن الحادي والعشرين”.

تُظهر الأدلة المتراكمة من مصادر متعددة أن المساعدات الإنسانية في غزة تواجه تحديات جسيمة، حيث تتعرض للنهب والسرقة في ظروف الفوضى الأمنية المتعمدة، بينما تنفي التقارير الدولية والمسؤولون الإسرائيليون أنفسهم وجود أي دليل على سرقة حماس المنهجية للمساعدات، مما يضع المسؤولية على الآليات المعيبة لتوزيع المساعدات والاستراتيجيات العسكرية التي تعيق وصولها الآمن للمدنيين المحتاجين.

Advertisement