شهدت منصات التواصل الاجتماعي، وتحديداً تطبيق “تيك توك”، خلال شهر أغسطس الجاري حركة احتجاجية واسعة تحت عنوان “المشاهير العرب”، تهدف إلى إلغاء متابعة عدد من المشاهير العرب وصانعي المحتوى المقيمين في دبي.
دوافع الحملة وأسبابها
تتنوع الأسباب التي دفعت المتابعين لإطلاق هذه الحملة الاحتجاجية، حيث تركز الانتقادات على استغلال المتابعين لجني الأرباح والشهرة، والترويج لأنماط حياة لا تتناسب مع القيم المجتمعية العربية.
يعتبر القائمون على الحملة أن هؤلاء المشاهير “يستغلون المتابعين لجني الأرباح وتحقيق الشهرة”، ويساهمون في “تدمير الأجيال” من خلال استعراض أنماط حياتهم الفاخرة من هدايا وسيارات وحفلات وسفرات وتسوق، دون تقديم أي محتوى ذي قيمة حقيقية.
الأسماء المستهدفة في الحملة
تستهدف الحملة مجموعة من أبرز المؤثرين العرب المعروفين باسم “شلة دبي”، والذين يملكون ملايين المتابعين، من بينهم:
ردود الأفعال والتفاعل
أثارت الحملة جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض. بحسب تقرير شبكة CNN العربية، تتصاعد الحملة لإلغاء متابعة مشاهير من صانعي المحتوى والمؤثرين العرب على منصة تيك توك، والتي اكتسبت زخماً متزايداً مؤخراً.
من جانبها، طرحت صانعة المحتوى آية سيزكين سؤالاً لجمهورها حول السبب الحقيقي وراء مقاطعة هؤلاء المشاهير، متسائلة: هل هو مجرد حسد وتمني زوال النعمة، أم وعي حقيقي بتأثير المحتوى على حياة الناس وعقول الأطفال؟
تجاهل المشاهير للحملة
على الرغم من الضجة الواسعة التي أحدثتها الحملة، يتجاهل المشاهير المعروفون بمجموعة “شلة دبي” هذه الحملة بشكل كامل، ويواصلون عملهم في تقديم المحتوى نفسه على صفحاتهم، معتبرين أن هذه الحملة لن تؤثر على عدد مشاهداتهم وإعلاناتهم اليومية.
صعوبة قياس التأثير
يشير الخبراء إلى صعوبة قياس تأثير الحملة على أعداد المتابعين بدقة، خصوصاً أن كثيراً من هؤلاء المشاهير يتجاوز عدد متابعيهم الملايين، وبعضهم أصبح له تأثير أكبر من بعض الفنانين والسياسيين ورجال الأعمال العرب.
السياق الإقليمي
تأتي هذه الحملة في سياق أوسع من التحركات الإقليمية، حيث أقدمت السلطات العراقية والمصرية مؤخراً على توقيف عدد من صانعي المحتوى على تيك توك بتهم تتعلق بنشر محتوى هابط ومخل بالآداب العامة.
تداعيات قانونية
في تطور لافت، أشارت تقارير إلى أن المؤثرة نارين بيوتي فكرت في رفع دعاوى قضائية ضد بعض الصفحات التي نشرت فيديوهات وصفتها بالمسيئة، حيث لم تقتصر الهجمات على شخصها فحسب بل طالت أيضاً أفراد عائلتها.
الجدل المستمر
تستمر الحملة في إثارة النقاشات على نطاق واسع، حيث انقسمت التعليقات بين من اعتبر أن هذه الخطوة متأخرة وكان لا بد من إطلاقها قبل سنوات، وبين من اعتبر أن لكل شخص حرية اختيار ما يتابعه على هذه المنصات ولا يحق لأحد فرض إلغاء المتابعة.
تُعد حملة مقاطعة المشاهير على تيك توك مؤشراً يعكس الوعي المتزايد تجاه تأثير المحتوى الاجتماعي، وتطرح تساؤلات مهمة حول مسؤولية المؤثرين تجاه جمهورهم والمحتوى الذي يقدمونه.