أصبحت إشارات المرور في دبي وأبوظبي أكثر ذكاءً وأماناً بفضل دمج مستشعرات الحلقات الاستقرائية وتقنيات الذكاء الاصطناعي. صرحت هيئة الطرق والمواصلات في دبي في بيان رسمي نشرته على موقعها الإلكتروني بأن هذه المستشعرات المدفونة تحت سطح الطريق تتعرف على وجود المركبات فور توقفها عند الإشارة. وتعمل هذه الحلقات المعدنية على قراءة التغيرات في المجال المغناطيسي للمركبة، لتنقل البيانات فورياً إلى وحدات التحكم في الإشارات الضوئية.
أوضحت الإدارة العامة للمرور في أبوظبي في تغريدة عبر حسابها الرسمي أن التطبيق الواسع لهذه التكنولوجيا يعزز انسيابية الحركة المرورية. وأشارت إلى أن النظام يساهم في تقليل أوقات الانتظار بنسبة تصل إلى 30% في بعض التقاطعات الحيوية، مستشهداً بإحصائيات رصدتها فرق المراقبة خلال شهر رمضان الماضي.
كيف تعمل الحلقة الاستقرائية؟
تتألف الحلقة الاستقرائية من شريط رفيع مُدمج على شكل مستطيل تحت الأسفلت قرب خط الوقوف. وتظهر تلك الأخاديد المستطيلة على سطح الطريق كدليل واضح لعملية التركيب. وعند مرور أو توقف مركبة فوق الحلقة، ينخفض المجال المغناطيسي المكتشف، فيرسل إشارة كهربية إلى وحدة التحكم المركزية.
120 تقاطعاً رئيسيا قريباً في دبي و200 في أبو ظبي
تُركز دبي حالياً على مشروع تحديث 120 تقاطعاً رئيسياً بواسطة دمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي. ووفق ما ذكرته هيئة الطرق والمواصلات، تعمل خوارزميات التعلم الآلي على تحليل حركة المركبات في الوقت الفعلي، فتتحكم في توقيت الإشارات بما يتلاءم مع الكثافة المرورية. ويتيح هذا الأسلوب ضبط أطوال دورات الإشارة تلقائياً، مما يقلل الازدحام ويخفض الانبعاثات نتيجة توقف المركبات.
من جهتها، أعلنت دائرة النقل بأبوظبي عن خطط لتوسيع نطاق التغطية ليشمل 200 تقاطع إضافي خلال العام المقبل. وأفادت بأن التكلفة الاستثمارية للمشروع تقدر بمليارات الدراهم، تشمل تركيب الحلقات، وأنظمة معالجة البيانات، وخدمات الصيانة الدورية.
ثورة نوعية في إدارة الحركة المرورية
يؤكد مهندس المرور في أبوظبي محمد العوضي أن التكامل بين المستشعرات وتقنيات الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة نوعية في إدارة الحركة المرورية. وأضاف في مقابلة مع “البيان” أن النظام الجديد يراقب الحالات الشاذة مثل الاقتحام الأحمر ويوفر تنبيهات فورية لدوريات المرور.
كما تعمل وزارة الداخلية الإماراتية على ربط شبكة الحلقات الذكية مع تطبيق “مروري” لتزويد السائقين بتوقعات دقيقة لأوقات الانتظار قبل الوصول إلى التقاطعات. ويأتي ذلك ضمن جهود الدولة للتحول الرقمي وتطبيق مفهوم المدن الذكية. يسهم هذا التطور التقني في تحقيق أهداف استراتيجية الإمارات لرؤية 2025، المرتكزة على تعزيز السلامة المرورية وخفض الحوادث. وتشير تقارير رسمية إلى انخفاض نسب الحوادث المرتبطة بتجاوز الإشارة الحمراء بنسبة تجاوزت 20% في المناطق التي نفذ فيها المشروع بشكل كامل.