شدّد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على استحالة أي تعاون مع الولايات المتحدة، جاء ذلك خلال اجتماعه مع آلاف الطلبة والطالبات في طهران اليوم الاثنين، بمناسبة ذكرى الاستيلاء على السفارة الأمريكية في الرابع من نوفمبر عام 1979.
وقال خامنئي في تصريحات مباشرة: “الأمريكيون يقولون أحيانًا إنهم مستعدون للتعاون مع إيران، لكن ذلك مستحيل ما دامت واشنطن تدعم الكيان الصهيوني الملعون.” على حد تعبيره.
وأضاف المرشد الإيراني: “ولا سبيل للتعاون طالما استمرت القواعد العسكرية الأمريكية بالمنطقة وتدخلها في الشؤون الإقليمية.”
خامنئي يضع شروطاً لأي تعاون محتمل مع أمريكا
وحدّد خامنئي الشروط الوحيدة لأي تعاون محتمل بقوله: “إذا تخلت أمريكا تماماً عن دعم النظام الصهيوني، وسحبت قواعدها العسكرية من المنطقة، وامتنعت عن التدخل فيها، عندها قد يمكن اعتبار التعاون.” لكنه أكّد أن هذا السيناريو بعيد المنال في الوقت الراهن.
وركز خامنئي على أن الخلاف بين الجانبين “ليس تكتيكياً، بل جوهري وأساسي.” وشدد على أن النظام الأمريكي “لا يقبل سوى الاستسلام والخضوع.”
واعتبر المرشد الإيراني أن التاريخ يثبت أن الخلاف بدأ قبل سنوات، منتقداً من يرون أن شعار “الموت لأمريكا” هو سبب التوتر، واصفاً هذا الرأي بأنه سطحي.
خامنئي: الولايات المتحدة حاولت الإطاحة بالثورة الإسلامية منذ تأسيسها
وأشار خامنئي إلى الأحداث التاريخية كدليل على استمرار العداء الأمريكي. قال: “الولايات المتحدة حاولت الإطاحة بالثورة الإسلامية منذ تأسيسها عام 1979.”
وذكّر بـما سماه بـ”المؤامرات الأمريكية المتعددة ضد إيران، منها دعم العراق في الحرب الإيرانية العراقية والعقوبات الاقتصادية المتواصلة.”
خامنئي أكد على أهمية القوة الداخلية والإرادة الشعبية
وركز المرشد الإيراني على أن إيران بحاجة لتعزيز قوتها لمواجهة الضغوط الأمريكية، وقال: “الحل الوحيد للعديد من المشاكل هو أن نكون أقوياء في الإدارة والعلم والقدرات العسكرية”، مؤكداً على أهمية القوة الداخلية والإرادة الشعبية كعنصرين أساسيين للحماية والاستقلال.
وجاءت تصريحات خامنئي في سياق متوتر بين البلدين، فقد شهدت المنطقة حرباً استمرت اثني عشر يوماً بين إسرائيل وإيران في يونيو الماضي.
ودخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر، حيث شنت غارات على المنشآت النووية الإيرانية، كما أن المفاوضات النووية بين الجانبين توقفت منذ ذلك الحين.




