ولدت دانا في جدة، وهي فنانة متعددة التخصصات تجمع الحرف اليدوية التقليدية مع الفكر البصري المعاصر. تخرّجت من جامعة سنترال سانت مارتينز بلندن، وتدربت في الهندسة الإسلامية ومدرسة الأمير للفنون التقليدية، بينما تأثرت أعمالها بالحرف اليدوية في تركيا، وكذلك مواقع التراث في الشرق الأوسط.
تتمحور أعمال عورتاني حول إعادة إحياء التكنولوجيا الحرفية التقليدية والذاكرة الثقافية، وتغلب على إبداعاتها لمسة شخصية وانطباع إنساني قوي حيث تعالج الجروح، الترقيع، الإصلاح والهشاشة كأشكال غير تقليدية للقوة، وتضع بذلك الحرفة التقليدية في صميم الخطاب الفني الحديث.
رؤية الجناح السعودي في بينالي البندقية 2026
تحت إشراف القيّمة الفنية أنطونيا كارفر مديرة “فن جميل” ومساهمة حفصة الخضيري، سيركز جناح السعودية هذا العام على فكرة “الهشاشة كقوة”. يستوحي الفريق الفكرة من أعمال عورتاني التي تربط بين الإصلاح أو الترميم ومفهوم الذاكرة والمقاومة، معتمدة على مواد مثل الحرير المصبوغ، التطريز، والمعادن التقليدية.
من المرتقب أن تقدم عورتاني عملاً أصيلاً يستند إلى الأساليب الحرفية، يدمج فكرة الإصلاح مع طبيعة التأمل والتعافي، ويعكس الهوية السعودية بمعالجة معاصرة تتجاوز حدود الشكل إلى خطاب إنساني عابر للحدود. ويراهن القيّمون على أن الجناح السعودي سيكون وجهة للحوار بين الحرفيين، الفنانين والباحثين ضمن منصة تحتفي بالجذور وتستكشف المستقبل.
وقع المشاركة ودلالتها الثقافية
تُعد هذه المشاركة هي الخامسة للسعودية في تاريخ البينالي، والرابعة التي تمثل فيه امرأة سعودية المملكة، ما يعكس التحولات الاجتماعية الكبرى وازدهار دور المرأة في الحضور البصري المعاصر. وبحسب هيئة الفنون البصرية، فإن الاختيار يدل على مكانة المواهب المحلية في الحوارات الدولية، خصوصًا بعدما حظيت أعمال عورتاني برواج في بيناليات عالمية عدة مثل الشارقة، العلا، ليون، وباريس.
وقد صرحت دانا بأن هذه التجربة تُمثل شرفًا ومسؤولية لتجسيد أصوات المملكة والتنوع الثقافي السعودي أمام العالم، مؤكدة عزمها على تطوير مشروع خاص يرصد الذكريات الحية ويستدعي روح الحرفة والهوية في مواجهة التشظي والاندثار.
تتوقع الأوساط الثقافية أن يشكّل جناح السعودية في بينالي البندقية 2026 منصة بارزة لإعادة إبراز أهمية الحرفة، الذاكرة، وحماية التراث في الواقع المعاصر، ونافذة إبداعية جديدة لعروض المرأة السعودية أمام جمهور عالمي نوعي.




