شهد مطار مالبينسا الدولي في مدينة ميلانو الإيطالية حالة من الذعر والفوضى صباح الأربعاء 20 أغسطس، عقب قيام رجل بأعمال تخريبية مروعة تضمنت إشعال النار وتحطيم شاشات تسجيل الوصول بواسطة مطرقة.
تفاصيل الحادثة المروعة
وقعت الحادثة في الساعة 11:00 صباحاً بالتوقيت المحلي في الطرف الأول من المطار، حيث قام المهاجم بـسكب سائل قابل للاشتعال على مكاتب تسجيل الوصول ثم أشعل النار فيها، بينما استخدم مطرقة في تحطيم الشاشات الإلكترونية وأجهزة المعلومات.
بدأت الأعمال التخريبية عندما قام المهاجم بـتدمير الشاشات الموجودة بين المكتبين رقم 12 و13 في منطقة تسجيل الوصول، قبل أن يشعل النار في حاويات القمامة وسط صدمة المسافرين الذين سارعوا لمغادرة الموقع.
هوية المعتدي والخلفية
حددت السلطات الإيطالية هوية المشتبه به بأنه مقيم مالي في إيطاليا يبلغ من العمر 28 عاماً، ولا يملك سجلاً إجرامياً سابقاً، ولم يكن مسافراً حيث لم يحمل بطاقة صعود إلى الطائرة.
أشارت التقارير إلى أن المهاجم وجّه غضبه فقط نحو تجهيزات المطار دون الاعتداء المباشر على الركاب أو الموظفين العاملين، وأن دوافعه تبقى غير واضحة وتخضع للتحقيق.
تدخل بطولي من الموظفين والركاب
لاحظ أحد موظفي شركة SEA المشغلة للمطار تصاعد الدخان وتدخل فوراً لإيقاف المعتدي، وأصيب الموظف خلال محاولته الشجاعة هذه وتلقى العلاج الطبي الطارئ.
في مشهد بطولي مُصوّر بالفيديو، ظهر أحد الأشخاص وهو يضرب المهاجم على رأسه بـطفاية حريق، مما تسبب في سقوطه على الأرض، قبل أن ينضم آخرون لتقييده، وألقى أحدهم المطرقة بعيداً عن متناوله.
شهادات عيان مروعة
وصفت الشاهدة صوفيا كيم، التي كانت عند المكتب رقم 13 وقت الحادثة، للصحافة البريطانية: “استدرت لأجد مكتب تسجيل الوصول الآخر مشتعلاً بالنار، حينها بدأت أركض من أجل حياتي ممسكة بيد زوجي، كان الجميع حولي في حالة ذعر – صراخ وهروب، ظننت أنني سأموت”.
كما صرحت فابيولا جوميز التي سجلت مقطع فيديو للحادثة لشبكة BBC: “كنت في المطار لاستقبال أحد أفراد أسرتي عندما رأيت النار في كل مكان وفتى بمطرقة يهاجم المكتب، شعرت بخوف شديد”.
استجابة الطوارئ والسيطرة على الوضع
تدخلت شرطة الحدود الإيطالية وموظفو الأمن بسرعة لتقييد المهاجم، بينما عملت فرق الإطفاء على إخماد الحريق واحتواء انتشار الدخان الأسود الكثيف.
صرح متحدث باسم خدمة الإطفاء الإقليمية: “تصاعد الدخان تطلّب إخلاء المحطة لأسباب أمنية، وتم الوصول إلى المنطقة المتضررة بسرعة وجعلها آمنة، واستمرت عمليات المطار دون تعطيل كبير لحركة الطيران”.
تأثير على عمليات المطار
أُغلق الطرف الأول من المطار جزئياً عقب الحادثة، مما اضطر المسافرين للانتظار خارج المبنى وسط أعمدة الدخان المتصاعدة.
أكدت جمعية مطارات لومباردي في بيان رسمي: “تمت السيطرة على الوضع بسرعة بعد اعتقال الشخص الذي أشعل النار ودمر عدة مكاتب تسجيل الوصول، وبسبب إغلاق مناطق معينة وإخلاء المباني، قد تحدث تأخيرات وإلغاءات للرحلات المغادرة من الطرف الأول”.
الوضع الصحي والبيئي
أفاد موظفو المطار بأن جودة الهواء داخل المبنى لا تزال “غير قابلة للتنفس” حتى ساعات بعد إخماد الحريق، مما تطلب استمرار أعمال التهوية والتنظيف.
لحسن الحظ، لم تُسجل إصابات بين المسافرين، باستثناء الموظف الذي تدخل بشجاعة لإيقاف المعتدي.
الإجراءات القانونية
صدر قرار بـمثول المشتبه به أمام المحكمة يوم الخميس 21 أغسطس في جلسة محاكمة مسرعة، حيث سيواجه تهم الأضرار المشددة والحرق العمد.
السياق الأمني للمطارات الإيطالية
تأتي هذه الحادثة بعد شهر واحد من حادثة مميتة في مطار ميلان بيرغامو، حيث لقي رجل حتفه بعد أن امتصته محركات طائرة، مما يطرح تساؤلات حول الأمن في مطارات المنطقة.
تأثير على السياحة والطيران
يُعتبر مطار مالبينسا من أكثر المطارات ازدحاماً في إيطاليا ومقصداً سياحياً مهماً للزوار البريطانيين والأوروبيين، مما يعني أن هذه الحادثة قد تؤثر على ثقة المسافرين في الأمان.
المقاطع المصورة والانتشار الإعلامي
انتشرت مقاطع فيديو مصورة للحادثة على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأظهرت لحظات الذعر والهروب وسط الدخان الأسود الكثيف، بالإضافة إلى اللحظات البطولية لإيقاف المعتدي.
استئناف العمليات الطبيعية
رغم الفوضى والأضرار، استطاع المطار استئناف عملياته في فترة زمنية قياسية، حيث صرحت السلطات أن “العمليات استمرت دون تعطيل كبير لحركة الطيران”، مما يُظهر فعالية خطط الطوارئ المُطبقة.
تُعتبر هذه الحادثة تذكيراً مهماً بأهمية الأمان في المطارات وضرورة الاستعداد للتعامل مع الحوادث الطارئة، كما تُسلط الضوء على شجاعة الموظفين والمسافرين الذين تدخلوا بسرعة لمنع تفاقم الوضع.
