تشهد أسواق العملات المشفرة والمنتجات الذكية تحذيرات متزايدة من خبراء الأمن الرقمي بشأن احتمال استغلال روبوتات التنظيف الذكية (Smart Cleaning Robots) لاختراق خصوصية المستخدمين وسرقة محتويات محافظ العملات المشفرة، خاصة مع تصاعد موجة الاحتيال المدعوم بالذكاء الاصطناعي في عام 2025.
وفق تقارير أمنية حديثة، يستخدم المحتالون الذكاء الاصطناعي لتطوير برامج خبيثة تدمج في أجهزة المنزل الذكية، ومنها روبوتات التنظيف المتصلة بالإنترنت، من أجل جمع بيانات حساسة من الشبكة المنزلية مثل كلمات المرور، عبارات البذور، أو معلومات دخول المحافظ الرقمية المخزنة على أجهزة الكمبيوتر والهواتف. أثبتت تجارب العام الحالي قدرة البرمجيات التجسسية على تجاوز جدران الحماية التقليدية من خلال استغلال نقاط ضعف في بروتوكولات الاتصال أو إعدادات الشبكة، وصولاً إلى إجراء عمليات تصيّد ومصادقة مزيفة تتيح للمهاجمين الدخول غير المصرّح به.
تشير مؤسسات تحليل بيانات البلوك تشين إلى ارتفاع كبير في خسائر الأفراد نتيجة هجمات نشطة تستهدف محافظ العملات المشفرة الشخصية، حيث بلغت قيمة السرقات العالمية أكثر من 10 مليارات دولار منذ بداية 2024 فقط، مع اعتماد المجرمين على تجاوز إجراءات التحقق عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق للهوية والصوت لإقناع الضحية بشعور الأمان أو شرعية المبادرة.
توصي المؤسسات الأمنية ومطورو المنصات باتباع إجراءات وقائية مشددة، منها إغلاق صلاحيات الشبكة لأجهزة الروبوتات المنزلية غير الضرورية، تحديث البرمجيات firmware باستمرار، وتفعيل المصادقة الثنائية على جميع الأدوات التي تتصل بمحافظ العملات الرقمية، إضافة إلى زيادة الوعي وعدم مشاركة مفاتيح وأكواد الدخول لأي منصة عبر رسائل أو تطبيقات غير آمنة. هذه الإجراءات تأتي بعد تكرار حالات تسلل البرامج الخبيثة من خلال أجهزة منزلية ذكية ظن المستخدمون أنها آمنة تماماً.
في ظل تزايد الانتشار والاعتماد على المنازل الذكية والعملات المشفرة، يتوجب على الأفراد والشركات متابعة مستجدات التهديدات الرقمية والتأكد أن أي جهاز متصل بالشبكة يمثل بابًا محتملاً لسرقة البيانات والأموال الرقمية ما لم يتم تأمينه بكفاءة.