افتتح إيلون ماسك أول مطعم «تسلا داينر» في هوليوود، حيث خطف الروبوت البشري «أوبتيموس» الأضواء وهو يملأ أكياس الفشار بحركات دقيقة ثم يسلّمها للضيوف بابتسامة آلية. المشهد التكنولوجي-الترفيهي جرى على سطح المطعم المشيَّد فوق محطة شحن تضم 80 مشحناً فائق السرعة، ما خلق تجربة «مستقبلية-قديمة» دفعت مئات الزوّار إلى الاصطفاف منذ الفجر.
انطلق العرض الأول في 20 يوليو خلال فعالية خاصة لعناصر الإسعاف والإطفاء، ثم فُتحت الأبواب للجمهور في 22 يوليو. قناة ABC7 أظهرت الروبوت وهو يلوّح ويملأ الكيس مرتين قبل أن يناوله لطفلة لم تُخفِ دهشتها. شبكة NBC News رصدت تكدّس السيارات الكهربائية حول المبنى الدائري وتصفيق الحضور كلما لوح «أوبتيموس» بيده المعدنية.
إيلون ماسك بث المقطع الأصلي عبر حسابه على منصة X وعلق: «هذا المشهد سيصبح مألوفاً خلال سنوات قليلة». الفيديو حقق ملايين المشاهدات ودفع مغردين إلى التساؤل عن مدى اعتماد الروبوت على التحكم البشري، خصوصاً بعد تقارير سابقة أشارت إلى تشغيل بعض العروض عن بُعد لأسباب تتعلق بالسلامة.
شركة تسلا تقدّم «أوبتيموس» بوصفه روبوتاً متعدد المهام يمكنه طيّ القمصان، تحريك الصناديق، وأخيراً تقديم الوجبات الخفيفة. قناة WION ذكّرت بأن الشركة عرضت العام الماضي نسخة تطوي الملابس وتلعب «حجر-ورقة-مقص»، مؤكدة أن النسخة الحالية تحسنت في التوازن وحسّ اللمس. موقع India Today Tech أشار إلى أن الروبوت ملأ الكيس دون أن يسقط حبة فشار واحدة، وإن استغرق وقتاً أطول من موظف بشري.
رحلة «أوبتيموس» بدأت بإعلان المفهوم عام 2021، ثم ظهر نموذج أولي يسير بشكل مستقل عام 2022. تسلا تستهدف بيع الإصدارات التجارية في 2026 بسعر يقلّ عن 30 ألف دولار وفق خارطة طريق محدثة نشرها ماسك الصيف الماضي. في المقابل، حذّرت تقارير تقنية من عقبات مثل ارتفاع حرارة المحركات وضعف قدرة الحمل، ما دفع تسلا إلى إعادة تصميم المفاصل وتأجيل طلبات توريد بعض الأجزاء.
داخل المطعم، يجمع التصميم بين شاشتي سينما عملاقتين وأسطح تزلج لطاقم التقديم البشري. يمكن لمالكي السيارات طلب الطعام من شاشة السيارة واستلامه عند المقعد، بينما يتولى الروبوت حالياً خدمة الفشار فقط. الزائر جاك بيكر قال لـ NBC News إن حركات «أوبتيموس» بدت «أكثر تردداً من اللقطات على الإنترنت» لكن التجربة «تستحق الانتظار».
يبقى السؤال التقني الأبرز: هل يعمل الروبوت بذكاء اصطناعي ذاتي أم عبر مشغّل خلف الكواليس؟ تسلا لم توضح آلية التحكم، لكن الشركة تستخدم العروض لاستعراض التقدم في برمجيات الرؤية الحاسوبية التي تطوّرها لسياراتها ذاتية القيادة. رغم الجدل، يرى ماسك أن «أوبتيموس» سيغزو المنازل والمطاعم كما غزت الهواتف الذكية الجيوب، مؤكداً أن تقديم الفشار ليس سوى البداية.
بهذا العرض، جمعت «تسلا داينر» بين شحن السيارات، عرض الأفلام، وخدمة الروبوت في مكان واحد، لتصنع نموذجاً تجريبياً قد يتكرر في مدن أخرى إذا تحقق المخطط بالتوسّع في «شبكة مطاعم تسلا» خلال الأعوام المقبلة. روبوت يحمل الفشار ربما لا يغيّر صناعة الضيافة فوراً، لكنه يمنح لمحة واضحة عن عالم يتقاطع فيه الذكاء الاصطناعي مع الحياة اليومية خطوةً خطوة.