عقد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والرئيس السوري أحمد الشرع اجتماعاً مهماً في نيويورك على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفقاً لرويترز.
الاجتماع ناقش عدة قضايا ملحة تشمل جهود تحديد أماكن أمريكيين مفقودين في سوريا ومكافحة الإرهاب والعلاقات الإسرائيلية السورية.
اللقاء الأول من نوعه منذ عقود بين مسؤول أمريكي وسوري
وشكل هذا اللقاء حدثاً دبلوماسياً بارزاً حيث يأتي ضمن زيارة تاريخية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى نيويورك، وهي الأولى من نوعها لرئيس سوري منذ ما يقرب من 60 عاماً.
وكان آخر رئيس سوري شارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة كان نور الدين الأتاسي في عام 1967.
وقد وصل الرئيس السوري إلى نيويورك يوم الأحد 21 سبتمبر للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في زيارة تستمر خمسة أيام.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الاجتماع عُقد بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
اجتماع روبيو والشرع
وبحث الطرفان عدة محاور أساسية، حيث أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أن اللقاء تناول “الجهود المبذولة لتحديد أماكن أمريكيين مفقودين” في سوريا.
وتشمل هذه الجهود البحث عن عدة أشخاص من بينهم الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختُطف في سوريا في أغسطس 2012.
أوستن تايس هو صحفي مستقل وضابط سابق في البحرية الأمريكية، يبلغ من العمر حالياً 43 عاماً، وكان يعمل مراسلاً متعاوناً مع صحيفة واشنطن بوست وشركة ماكلاتشي للنشر.
وقد اعتُقل عند حاجز قرب دمشق في 13 أغسطس 2012 أثناء تغطيته للحرب الأهلية السورية.
روبيو والشرع ناقشا جهود مكافحة الإرهاب والعلاقات الإسرائيلية السورية
وناقش المسؤولان أيضاً جهود مكافحة الإرهاب و”أهمية العلاقات الإسرائيلية السورية في تعزيز الأمن الإقليمي”، وفقاً لبيان وزارة الخارجية الأمريكية.
وأكد روبيو على منصة “إكس” أن “سوريا أمام فرصة سانحة لبناء دولة مستقرة وذات سيادة”.
من الجانب السوري، وصف وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني اللقاء بأنه كان “بناءً”، مؤكداً أنه “تناول التحديات التي تواجهها سوريا، وأن ملف العقوبات كان على رأس الأجندة”.
وأشار الشيباني إلى أن “العقوبات الاقتصادية وخصوصاً قانون قيصر يشكل عائقاً في إعادة البناء، وأيضاً عائقاً في هذه المرحلة الانتقالية”.
السياق الدبلوماسي الأوسع للقاء روبيو الشرع
يأتي هذا الاجتماع في سياق تحسن العلاقات الأمريكية السورية، حيث التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في مايو الماضي.
وقد أمر ترامب برفع معظم العقوبات عن سوريا، رغم أن قانون قيصر للحماية المدنية السورية لعام 2019 لا يزال ساري المفعول.
وتعهدت الحكومة السورية الجديدة بمساعدة الولايات المتحدة في البحث عن المواطنين الأمريكيين المفقودين، وفقاً لما أعلنه المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك في مايو الماضي.
وأكد باراك أن “الرئيس ترامب يعتبر إعادة المواطنين الأمريكيين أولوية قصوى”، وتواجه العلاقات الأمريكية السورية تحديات عدة تشمل ملف العقوبات الاقتصادية المتبقية والحاجة لإعادة الإعمار.
وأشار الرئيس السوري إلى أن العقوبات المفروضة على القيادة السورية السابقة “لم تعد مبررة وباتت تُنظر إليها من قبل السوريين على أنها موجهة ضدهم مباشرة”.