دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إنشاء نظام دفاع جوي أوروبي موحد، وذلك في أعقاب الهجمات الروسية التي استهدفت مدينة زابوريجيا الأوكرانية فجر اليوم الثلاثاء، والتي أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 18 آخرين بحسب المسؤولين الأوكرانيين، كما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
تفاصيل الهجوم الروسي على زابوريجيا
وقد شن الجيش الروسي هجوماً مكثفاً على مدينة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا باستخدام نظام الصواريخ متعددة الإطلاق “تورنادو-إس” الذي أطلق 10 قذائف على المدينة والمنطقة المحيطة بها. وقال الحاكم الإقليمي إيفان فيدوروف إن الهجوم أسفر عن مقتل رجل يبلغ من العمر 41 عاماً، وإصابة 18 شخصاً، من بينهم طفلان في الرابعة والسابعة عشرة من العمر.
وأكد فيدوروف أن معظم المصابين تلقوا العلاج الطبي وسيواصلون العلاج في منازلهم، مشيراً إلى أن السكان يستمرون في التوجه إلى الأطباء بسبب جروح الشظايا والارتجاجات وردود الأفعال النفسية الحادة.
وأدى الهجوم إلى اشتعال النيران في أكثر من 20 مبنى سكني وتضرر أنبوب غاز في أحد المباني متعددة الطوابق.
دعوة زيلينسكي لنظام دفاع أوروبي موحد
في أعقاب الهجوم، أكد زيلينسكي عبر منصة تيليغرام أن “الوقت قد حان لتنفيذ الحماية المشتركة لسماءنا الأوروبية من خلال نظام دفاع جوي متعدد الطبقات”، مضيفاً أن “جميع التقنيات اللازمة لهذا الأمر متوفرة بالفعل، وما نحتاجه هو الاستثمارات والعزيمة والإجراءات القوية والقرارات من جميع شركائنا”.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن روسيا أطلقت خلال الأسبوعين الماضيين فقط أكثر من 3500 طائرة مسيرة و190 صاروخاً و2500 قنبلة انزلاقية قوية استهدفت مواقع داخل أوكرانيا، ووصف زيلينسكي هذه الهجمات بأنها “إرهاب جوي متعمد لترويع شعبنا”.
المبادرات الأوروبية الجديدة للدفاع الجوي
وقد استجابت المفوضية الأوروبية لدعوات زيلينسكي بإعلان مبادرات طموحة للدفاع الجوي، حيث أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في خطابها السنوي حول “حالة الاتحاد الأوروبي” عن تخصيص 6 مليارات يورو (7 مليارات دولار) لإنشاء “تحالف الطائرات المسيرة” مع أوكرانيا.
كما أعلنت فون دير لايين عن مشروع “المراقبة الجانبية الشرقية الذي سيوفر “مراقبة مكانية في الوقت الفعلي” لتتبع جميع الحركات الجوية من بحر البلطيق إلى البحر الأسود.
بالإضافة إلى ذلك، التزمت ببناء “جدار الطائرات المسيرة” لحماية الدول الأعضاء الـ27 من التوغلات الجوية القادمة من روسيا.
تصاعد التهديدات الروسية لحلف الأطلسي
وجاءت دعوات زيلينسكي في أعقاب حادثة غير مسبوقة وقعت في 9 سبتمبر، عندما اخترقت 19 إلى 23 طائرة مسيرة روسية المجال الجوي البولندي، مما دفع حلف شمال الأطلسي إلى تشغيل نظام التأهب السريع وإسقاط أربع طائرات مسيرة على الأقل.
وكانت هذه المرة الأولى منذ بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا التي تستخدم فيها دول الناتو القوة لتحييد أصول روسية في أجوائها.
وردت بولندا بتفعيل المادة 4 من معاهدة حلف شمال الأطلسي، مما أدى إلى استشارات طارئة بين الدول الأعضاء الـ32 في الحلف، ووصف رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الحادثة بأنها جعلت بولندا “أقرب ما تكون إلى صراع مسلح منذ الحرب العالمية الثانية”.