شهد أعلى كوبري أكتوبر في القاهرة، مساء أمس، حادثاً مرورياً مروّعاً هزّ الشارع المصري وأطلق حالة استنفار واسعة بين الأجهزة الأمنية والمرورية، بعدما تسبب سائق عربي في تصادم عنيف أدى إلى سقوط مصابين وحدوث شلل مروري تام. وأكدت مصادر أمنية أن الحادث وقع في الساعات الأولى من منتصف الليل عندما فقد السائق، وهو مقيم من جنسية عربية، السيطرة على سيارته الملاكي، ما أدى إلى اصطدامه بعدة سيارات دفعة واحدة بالحارة المتجهة إلى مدينة نصر.

تفاصيل دقيقة للحادث المأسوي
أشارت التحقيقات الأولية إلى أن السائق كان يقود السيارة بسرعة جنونية متجاوزاً السرعة المقررة، غير ملتزم بقواعد المرور، قبل أن ينحرف فجأة ويصطدم بثلاث سيارات خاصة وسيارة أجرة “تاكسي”، ما تسبب في انقلاب إحداها وانحراف أخرى على جانب الطريق. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصوراً توثق لحظات الحادث بعد الحادث مباشرة، وبدا الدمار واضحاً في أجسام السيارات وسط صرخات المصابين واستغاثة المارة.
استجابة عاجلة من الحماية المدنية
هرعت سيارات الإسعاف ووحدات الحماية المدنية إلى الموقع فور ورود البلاغ، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفى قريب في مدينة نصر، وأجريت لهم الإسعافات اللازمة، في حين باشرت السلطات الأمنية التحقيقات الميدانية وفرضت كردوناً أمنياً لتأمين المنطقة وإزالة آثار الحادث. وأكدت الإدارة العامة للمرور أنه تم إعادة تسيير الحركة بعد فترة من التكدس وشلل السيارات، بينما تواصلت التحقيقات لكشف كل ملابسات الواقعة.
اعترافات السائق وتقرير النيابة
أفاد مصدر مطلع أن السائق؛ شاب في الثلاثينيات من عمره ويحمل إقامة سارية، أقرّ خلال استجوابه بأنه كان يقود بسرعة بسبب تأخره عن موعد عمل، دون الانتباه للمطبات المرورية والإشارات التحذيرية، كما أظهر التقرير الطبي الأولي عدم وجود آثار تعاطٍ لمواد مخدرة أو كحوليات في عينة السائق. وقد أمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت له تهم “القيادة المتهورة والتسبب في إصابات خطيرة وإتلاف ممتلكات الغير”.
مشاعر الغضب وتضامن مجتمعي
أثار الحادث المروع حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب مصريون بتشديد العقوبات على القيادة المتهورة خاصة من قبل الأجانب أو الزوار، وفتح لجان تحقيق فورية لأي حادث بحجم إصابات جماعية. كما أعرب كثير من سكان منطقة رمسيس ومدينة نصر عن قلقهم الدائم من تكرار الحوادث أعلى الكوبري، خصوصاً مع ازدياد حركة السير وغياب الرقابة على السرعات.
دعوات لتعزيز الرقابة المرورية
طالبت جمعيات أهلية ونواب برلمان بمضاعفة حملات التوعية وإعادة النظر في أنظمة الرقابة الذكية على الكوبري وباقي محاور القاهرة الكبرى، وتشديد إجراءات التفتيش على رخص القيادة وإقامة الأجانب، بالإضافة إلى تركيب رادارات مراقبة إضافية وتكثيف الدوريات الشرطية في أوقات الذروة لمنع تكرار مثل هذه المآسي. وأكدت الإدارة العامة للمرور في بيان رسمي أنها “لن تتهاون في تطبيق أقصى العقوبات القانونية بحق كل من يتسبب في تعريض حياة المواطنين للخطر”، لافتة إلى وجود خطة لمراجعة نظم السلامة المرورية على الكوبري خلال الأسابيع المقبلة.
بهذا، يتحول حادث كوبري أكتوبر الأخير إلى جرس إنذار جديد يدق للجهات المعنية وللمجتمع بضرورة التكاتف في حماية الأرواح والممتلكات، والعمل الجاد للخروج من دائرة الحوادث المروعة نحو واقع أكثر أماناً وانضباطاً على طرق مصر الحيوية.