كشفت قوى الأمن الداخلي في محافظة حمص، العثورعلى سجن سري تحت الأرض في منطقة زراعية قرب قرية أبو حكفة بريف حمص الشمالي الشرقي، كان يستخدم خلال فترة النظام السابق لاحتجاز المدنيين والتعذيب.
السجن المكتشف أشبه بمغارة تحت الأرض
وصف المسؤول الأمني في ريف حمص الشرقي مروان السلطان الموقع المكتشف لوكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” بأنه “أشبه بمغارة تحت الأرض غير صالحة للعيش”.
وأوضح السلطان أن النظام السابق استغل هذا الموقع لخطف النساء والرجال والأطفال بهدف تحقيق مكاسب مالية وسياسية.
وقد عثرت فرق الأمن على المغارة مزودة بباب حديدي وأقفال محكمة في مدخلها، وكانت تستخدم للتعذيب واحتجاز المدنيين مقابل دفع فدى مالية.
ويتضح من الوصف أن الموقع كان عبارة عن زنزانات ضيقة ومعزولة تحت الأرض، تفتقر لأدنى شروط الحياة الإنسانية.
استمرار العمليات الأمنية لاكتشاف السجون
أكد مروان السلطان أن عمليات تمشيط المنطقة لا تزال مستمرة، مع توقعات بالعثور على مقابر جماعية إضافية في المنطقة.
وأعلن أن جميع المتورطين في هذه الجرائم سيتم ملاحقتهم قانونياً، في إطار جهود تطبيق العدالة الانتقالية.
ويتواصل سكان القرية مع الجهات المختصة لتوسيع عمليات البحث عن أدلة إضافية قد تكشف حجم الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون خلال فترة النظام السابق.
وتهدف هذه الجهود إلى توثيق جميع الأدلة لضمان ملاحقة جميع المتورطين وقطع الطريق أمام أي إفلات من العقاب.
الدفاع المدني: وثقنا ما لا يقل عن 16 مقبرة جماعية
يأتي هذا الاكتشاف في سياق أوسع من العثور على مقابر جماعية وسجون سرية في مختلف المحافظات السورية منذ سقوط النظام السابق في الثامن من ديسمبر 2024.
حيث كشف مدير الدفاع المدني السوري منير مصطفى أن فرقهم وثقت ما لا يقل عن 16 مقبرة جماعية في مختلف المحافظات، أغلبها في المناطق التي شهدت حملات عسكرية كثيفة أو كانت تخضع لسيطرة الأفرع الأمنية.
وتشمل الاكتشافات الأخيرة في ريف حمص مقبرة جماعية ثانية خلال أسبوع واحد في شهر يونيو 2025، حيث عثرت فرق الدفاع المدني على مقبرة في قرية “أم دالي” تحتوي على رفات 11 شخصاً بينهم 7 أطفال.
كما عثر الأهالي على مقبرة أخرى في قرية خربة السودا بريف حمص الشمالي نتيجة مجزرة ارتكبها النظام السابق.