كشف وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش خلال مؤتمر صحفي في القدس عن خطط جارية لرسم خرائط لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، رغم عدم وضوح موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من هذه المبادرة، وفقاً لرويترز.
سموتريتش: “أقصى قدر من الأراضي، مع عدد أقل من الفلسطينيين”
وعرض سموتريتش خريطة تُظهر إمكانية ضم معظم الضفة الغربية، باستثناء ست مدن فلسطينية كبرى تشمل رام الله ونابلس، وأوضح الوزير الإسرائيلي أنه يسعى للحصول على “أقصى قدر من الأراضي مع أقل عدد من الفلسطينيين” تحت الحكم الإسرائيلي.
وقال الوزير الإسرائيلي إن “إدارة المستوطنات في وزارة الدفاع عملت خلال الأشهر الماضية على رسم خرائط السيادة”.
سموتريتش: “لن تكون هناك دولة فلسطينية على أرضنا أبداً”
وشدد الوزير الإسرائيلي على أنه “لن تكون هناك دولة فلسطينية على أرضنا أبداً”، مهدداً السلطة الفلسطينية بقوله: “إذا تجرأت السلطة الفلسطينية على الانتفاض ومحاولة إيذائنا، فسندمرها كما نفعل مع حركة حماس”.
وأضاف سموتريتش، مستخدما الاسم التوراتي الشائع في إسرائيل والاسم الإداري الذي تستخدمه الدولة لوصف المنطقة “حان الوقت لفرض السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة، ولإلغاء فكرة تقسيم أرضنا الصغيرة وإقامة دولة إرهاب في وسطها نهائيا من جدول الأعمال”.
ولم يرد مكتب نتنياهو بعد على طلب للتعليق بشأن موقف رئيس الوزراء من هذه المسألة.
سموتريتش يطالب نتنياهو باستغلال الفرصة والموافقة على الخطة
وبرر سموتريتش خطته بأنها “خطوة وقائية ضد الهجمة الدبلوماسية المخطط لها ضدنا ومحاولات تهديد وجودنا ومستقبل أطفالنا”.
وأشار إلى أن عدة دول تخطط للاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الجاري، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا.
وقال الوزير مخاطباً رئيس الوزراء نتنياهو: “سيدي رئيس الوزراء، ستُخلّد في كتب تاريخ الأمة لأجيال كقائد عظيم عرف كيف ينتهز اللحظة، ويستغل الفرصة، وينقذ إسرائيل نهائياً من فكرة تقسيم الأرض”.
ردود الفعل الدولية على مقترح سموتريتش
وفي ردود الفعل تجاه الخطة حذرت دولة الإمارات العربية المتحدة من أن ضم إسرائيل للضفة الغربية سيشكل “خطاً أحمر” لأبوظبي، ما قد يقوض بشدة روح اتفاقيات إبراهيم التي طبعت العلاقات الإماراتية الإسرائيلية.
وقالت لانا نسيبة، مساعد وزير الشؤون السياسية ومبعوث الشؤون الخارجية في دولة الإمارات، لرويترز: “الضم في الضفة الغربية يمثل خطاً أحمر بالنسبة لدولة الإمارات، حيث سيقوض بعمق جوهر وروح الاتفاقيات ويعرقل جهود التكامل الإقليمي”.
وكانت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة قضت في 2024 بأن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية، غير قانوني ويجب إنهاؤه في أسرع وقت ممكن، من جهتها، تحتج إسرائيل على أن هذه الأراضي ليست محتلة من الناحية القانونية، بل هي أراضي متنازع عليها.
ولفتت رويترز إلى أن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هذه المسألة غير محدد بوضوح، رغم أن سموتريتش ذكر سابقاً أنه يأمل في الحصول على دعم إدارة ترامب لمبادرة السيادة الإسرائيلية.