تقرير رويترز يكشف أن سوريا، تحت ضغوط أمريكية، تجري محادثات متسارعة مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني محدود لا يرقى إلى مستوى معاهدة سلام كاملة، في محاولة لوقف التقدم الإسرائيلي في الجنوب السوري وتخفيف الضربات الجوية والتوغلات. الهدف الأمريكي هو تحقيق اختراق دبلوماسي يمكن للرئيس ترامب الإعلان عنه خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر.
أبرز ملامح المحادثات
تتمثل المطالب السورية بسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها مؤخراً، إعادة العمل بمنطقة عازلة منزوعة السلاح وفق هدنة 1974، ووقف الهجمات الإسرائيلية الجوية والبرية. أما الموقف الإسرائيلي متردد في تقديم تنازلات ملموسة، ويتمسك بمكاسب الجنوب السوري وموقع جبل الشيخ الاستراتيجي. كما طرحت تل أبيب مقايضة انسحاب محدود مقابل اعتراف دمشق بضم الجولان، وهو ما ترفضه سوريا.
وتسعى واشنطن تضغط على دمشق لتسريع التوصل لاتفاق أمني محدود باعتباره “إنجازاً شخصياً” لترامب، وتعتبره امتداداً لنجاحات “اتفاقات إبراهيم”.
هل يمكن أن يتم السلام بين إسرائيل وسوريا؟
- قضية الجولان: لم تُطرح رسمياً في المفاوضات الحالية، إذ يعتبرها النظام السوري خطاً أحمر، مع ترك الملف “للمستقبل”.
- انعدام الثقة: أجواء المحادثات متوترة بسبب تاريخ طويل من العداء، التدخلات العسكرية، والمخاوف السورية من فقدان الشرعية داخلياً.
- الضغط الداخلي على دمشق: الرأي العام السوري يعارض أي اتفاق مع إسرائيل بسبب الغارات الأخيرة واتهامات بارتكاب الجيش السوري جرائم بحق المدنيين الدروز.
التطورات الميدانية المؤثرة
- إسرائيل فرضت فعلياً مناطق منزوعة السلاح في الجنوب السوري، وتقوم بعمليات عسكرية واستخباراتية منتظمة داخل القرى.
- دعم إسرائيلي مباشر لفصائل درزية مسلحة في السويداء بالأسلحة والرواتب، مما يضعف موقف الحكومة السورية.
- تهديد تل أبيب باستهداف أي وجود عسكري سوري قرب الحدود دون موافقتها.
البعد الإقليمي والدولي
- المفاوضات بدأت بوساطة خليجية (الإمارات) وامتدت إلى جولات في باكو ثم باريس.
- يشير محللون إلى أن الشرع قد يستغل تسريع المحادثات لاستجلاب دعم اقتصادي من واشنطن والخليج لإعادة الإعمار.
- الاحتمالات تشير إلى أن أي اتفاق قريب سيكون أمنيًا بحتًا ومؤقتًا، بينما تبقى قضايا السلام الشامل والاعتراف بإسرائيل مؤجلة.