شهدت عدة مدن في سوريا في الأيام الأخيرة إضرابًا مفتوحًا للكوادر التعلمية في عشرات المدارس، مما أدى إلى توقف شبه كامل في العملية التعليمية. جاء هذا الإضراب نتيجة تراكمات طويلة من تدني رواتب المعلمين وتراجع قدرتهم الشرائية، مع غياب خطوات فعالة لتحسين أوضاعهم المعيشية.
أسباب الإضراب في سوريا
المعلمون يواجهون رواتب ضعيفة جداً، حيث يتراوح متوسط راتب المعلم بين 94 و150 دولارًا في مناطق مختلفة من الشمال، في حين تجاوزت تكلفة المعيشة الأساسية 300 دولار شهريًا. هذا الفارق الكبير يجعل من الصعب على المعلمين تغطية نفقاتهم الأساسية مثل التدفئة والنقل والطعام، مما دفعهم إلى اللجوء للإضراب كوسيلة احتجاج على الإهمال المستمر.
اتساع وانتظام الإضراب
انتشر الإضراب ليشمل أكثر من 50% من المدارس في مناطق إدلب وريف حلب الشمالي والغربي، حيث تحولت ساحات المدارس إلى أماكن اعتصام رفع فيها المعلمون شعارات تعبر عن المعاناة مثل “اعتصم لأنه جاع” و”من يعلّم لا يُهان”. العائلات في هذه المناطق عبّرت بدورها عن دعمها للمعلمين، معتبرة أن تحسين وضعهم ضرورة لحماية مستقبل التعليم.
المطالب وصعوبات التنفيذ
المعلمون يطالبون برفع رواتبهم ومقارنتها مع رواتب العاملين في قطاعات أخرى مثل وزارة الدفاع والإعلام، الذين يحصلون على مبالغ أكبر بكثير. ورغم وعود سابقة من وزارة المالية بتعديل الرواتب، لم تُنفذ هذه الوعود عمليًا، ما زاد من غضب المعلمين ودفعهم إلى الإضراب المفتوح.
تأثير الإضراب وردود الأفعال الرسمية
الإضراب أدى إلى تعليق الدوام في مئات المدارس وترك آلاف الطلاب بدون تعليم. نقابة المعلمين أكدت شرعية هذه المطالب وأشارت إلى أن زيادة الرواتب في مراحلة النهائية. محافظ إدلب أكد أن هناك جهودًا لإنصاف المعلمين وإنهاء المشكلة قريبًا، لكن الكوادر التعليمية لا تزال تنتظر تنفيذًا ملموسًا. في المقابل، أصدرت جهة تربوية تهديدًا باستبدال المعلمين الممتنعين عن الدوام، ما زاد من تعقيد الوضع.
دوافع المعلمين
أوضح المعلم أحمد سميع أن الإضراب هو “الوسيلة الوحيدة المتاحة لإيصال صوتنا”. وأضاف أن المعلمين صاروا مجبرين على الاقتراض لتغطية نفقاتهم، وأن استمرار التعليم مرتبط بتحقيق حياة كريمة لهم، معتبرًا أن تعليم مستقر لا يمكن أن يتحقق دون احترام كرامة المعلم.




