تشهد منطقة قمة جبل الشيخ في سوريا، ذات الارتفاع 2800 متر، عمليات ترميم مستمرة على الطريق المعبد الذي كان حتى عام مضى تحت سيطرة جيش النظام السوري السابق. تعمل الجرافات والآليات الهندسية الإسرائيلية على إعادة تأهيل الموقعين الإسرائيليين هناك استعدادًا لفصل الشتاء المقبل، وسط توقعات بعدم انتهاء تواجد الجيش الإسرائيلي في المنطقة قريبًا.
خلفية القلق الإسرائيلي والاتصالات الأمريكية-السورية
أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى مخاوف في تل أبيب من فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنازلات على إسرائيل بالانسحاب من جنوب سوريا وقمة جبل الشيخ. يأتي ذلك بعد اللقاء التاريخي للرئيس السوري أحمد الشرع مع ترامب في البيت الأبيض، ما أوجد تصورات مختلفة بين دمشق وواشنطن بشأن مستقبل المنطقة.
المفاوضات الإسرائيلية-السورية والرهانات الأمنية
رغم الاتصالات التي جرت مؤخرًا بين ممثلي حكومة نتنياهو وممثلي الشرع، فإنها لم تؤد إلى اتفاق نهائي حتى الآن. الجانب الإسرائيلي يسعى لترتيب وقف إطلاق نار جديد بديل عن الاتفاق القديم الذي دام منذ 1974 وحتى سقوط النظام السوري. ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن الحديث لا يدور عن اتفاق تطبيع أو سلام، لكنهم يعارضون أي انسحاب من قمة جبل الشيخ التي تعتبر نقطة استراتيجية مهمة لأمن الشمال.
أهمية جبل الشيخ في الأمن الإسرائيلي
تُعتبر قمة جبل الشيخ مركز مراقبة رئيسي يمكن من خلاله متابعة كل تحركات المركبات داخل قاعدة قيادة الفرقة 210 في الجولان، بالإضافة إلى السيطرة على طرق تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، خصوصًا نحو حزب الله. وتحوي الجولان عدة مواقع عسكرية إسرائيلية متطورة تعتمد على بنية تحتية مستمرة في التحديث لتحسين الأداء والظروف.
تأثير التقارب التركي-الأمريكي والضغوط على نتنياهو
يثير التقارب بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان قلقًا في تل أبيب، حيث يلعب أردوغان دورًا وسيطًا بين الشرع وترامب. وتستمر تركيا في دعم القوات السورية بأسلحة خفيفة دون تقديم منظومات ثقيلة أو دفاع جوي، مما يزيد من التوترات الإقليمية ويؤثر في موازين القوى الأمنية بالمنطقة.
