8 كانون الأول.. ذكرى النصر والتحرير في سوريا

“سوريا تحتفل بالذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد في فعاليات شعبية ورسمية بمختلف المدن، وسط أجواء استقرار ومساعٍ لبناء دولة جديدة.”

فريق التحرير
فريق التحرير
احتفالات في سوريا

ملخص المقال

إنتاج AI

شهدت المدن السورية احتفالات بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام الأسد، المعروفة بـ"النصر والتحرير". وتضمنت الفعاليات مهرجانات ورفع الأعلام السورية، مع التركيز على التضحيات والوحدة الوطنية، في محاولة لبناء مستقبل جديد لسوريا.

النقاط الأساسية

  • احتفالات واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد بعد خمسة عقود من حكمه.
  • تضمنت الفعاليات مهرجانات، حملات تبرع بالدم، وتكريم الجرحى في مختلف المدن السورية.
  • السوريون في المهجر شاركوا بالاحتفالات ويطالبون بدور في إعادة الإعمار والعدالة.

عمّت المدن والبلدات السورية، احتفالات واسعة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، في يوم بات يُعرف شعبيا باسم ذكرى “النصر والتحرير”، بعد إنهاء أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد، وما رافقه من قمع وانتهاكات خلال سنوات الثورة والحرب.
وتزامنت الفعاليات مع أجواء توصف بأنها أكثر استقرارا وأقرب للحياة الطبيعية، في مشهد تحاول من خلاله السلطات الجديدة إبراز انتقال البلاد من مرحلة الصراع الطويل إلى مرحلة بناء الدولة وإعادة لملمة المجتمع السوري.

خلفية سقوط النظام

في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تمكنت فصائل المعارضة السورية من دخول العاصمة دمشق بعد هجوم واسع انطلق أواخر نوفمبر من محاور عدة في الشمال والجنوب، لتنتهي عملياً ولاية بشار الأسد التي امتدت منذ عام 2000 كامتداد لحكم والده حافظ الأسد الذي أمسك بالسلطة منذ سبعينيات القرن الماضي.
أدى انهيار منظومة الحكم إلى طي صفحة من تاريخ سوريا اتسمت بالحرب الأهلية، والتدخلات الإقليمية والدولية، وتهجير الملايين، قبل أن تمثل سيطرة المعارضة على دمشق نقطة تحول حاسمة في مسار البلاد السياسي.​

فعاليات دمشق وريفها

في العاصمة دمشق وريفها، نُظمت “فعاليات النصر” في بلدات وأحياء عدة، شملت ساحات عامة ومساجد ومدارس، حيث شارك الأهالي في مهرجانات خطابية وفنية تعبيرا عن فرحتهم بالتغيير السياسي وانتهاء الحقبة السابقة.
كما أطلقت وزارة التربية بالتعاون مع وزارة الصحة والمؤسسة العامة لبنوك الدم حملة تبرع بالدم تحت شعار يربط بين رمزية التحرير والتضحية، في محاولة لإضفاء بعد إنساني ووطني على إحياء هذه المناسبة.

أنشطة الجنوب السوري

Advertisement

في محافظة درعا، التي تعد مهد الحراك الشعبي منذ عام 2011، استُخدم مدرج بصرى الشام التاريخي لاحتضان مهرجان جماهيري واسع شاركت فيه فعاليات مدنية وثورية، تأكيدا على رمزية المحافظة في مسار الثورة.
وشهدت بلدات أخرى في الجنوب فعاليات مشابهة، ركزت كلمات المشاركين فيها على تضحيات أهالي المنطقة خلال سنوات المواجهة والعمليات العسكرية السابقة.

احتفالات الساحل والمدن الغربية

في محافظة طرطوس على الساحل الغربي، رُفع العلم السوري المعتمد من قبل السلطات الجديدة فوق برج صافيتا التاريخي، وسط حضور رسمي وشعبي أراد التأكيد على أن مرحلة ما بعد النظام تشمل جميع مناطق البلاد بما فيها معاقل نفوذه السابقة.
كما شهدت مدينة بانياس فعالية احتفالية بالقوارب على الواجهة البحرية، في مشهد يُراد له أن يعكس عودة نمط الحياة المدني والسياحي بعد سنوات من التوتر الأمني والاقتصادي.

نشاطات الشمال السوري

في الشمال، نُظمت تجمعات جماهيرية في مدينة أعزاز ومناطق أخرى بريف حلب، رفع خلالها المشاركون الأعلام السورية ورددوا هتافات تمجد “يوم التحرير” وتؤكد على وحدة البلاد رغم تعدد القوى العسكرية والسياسية الفاعلة فيها.​
وتربط هذه الفعاليات بين الانتصار العسكري في معركة “ردع العدوان” التي انطلقت من الشمال، وبين التحولات السياسية التي توّجت بدخول المعارضة إلى دمشق.

احتفالات الشرق والوسط

Advertisement

في شرق البلاد، أقيمت مباراة كرنفالية ودية جمعت فرقا مدرسية من مدينتي دير الزور والميادين، ضمن أجواء احتفالية تهدف لإشراك الأجيال الشابة في ترسيخ رمزية هذا اليوم.
أما في وسط سوريا، فشهدت مدينة صوران شمال حماة احتفالا جماهيريا كبيرا بحضور قيادات عسكرية ومدنية، إضافة إلى مسير شعبي في أحياء حمص باتجاه فعالية مركزية شارك فيها جرحى ومقاتلون ممن شاركوا في العمليات التي سبقت سقوط العاصمة.

تكريم الجرحى وذوي الهمم

أعلنت وزارة الرياضة والشباب عن تكريم عدد من المشاركين في “مسير التحرير” في حمص، ومن ذوي الهمم وجرحى التشكيلات العسكرية المنضوية تحت ما يُعرف اليوم بالجيش الوطني السوري، ممن شاركوا في معارك التحول الأخيرة.​
ويُنظر إلى هذا التكريم بوصفه خطوة رمزية للاعتراف بتضحيات الفئات التي دفعت ثمنا باهظا خلال سنوات الصراع، ومحاولة لدمجها في الفضاء العام بعد انتهاء النظام السابق.

مشاركة السوريين في المهجر

لم تقتصر مظاهر الاحتفال على الداخل السوري، إذ نظم سوريون مقيمون في إسطنبول وغيرها من المدن تجمعات رفعوا خلالها علم بلادهم الحالي، وأكدوا تمسكهم بالعودة والمساهمة في مرحلة إعادة الإعمار السياسية والاقتصادية.
وتسعى الجاليات السورية في المهجر إلى لعب دور في ملف اللاجئين والمفقودين، وفتح مسار عدالة انتقالية يتناسب مع حجم الانتهاكات التي وثقتها منظمات دولية خلال سنوات الصراع.​

نهاية حقبة وبداية مرحلة

Advertisement

يرى كثير من السوريين أن سقوط نظام الأسد مثّل نهاية حقبة طويلة ودامية أُثقلت فيها البلاد بالاعتقالات، والقتل الجماعي، والتدمير الواسع للبنية التحتية، وأن الاحتفال بذكرى “النصر والتحرير” يرتبط برغبة حقيقية في فتح صفحة جديدة قائمة على التعددية السياسية والمساءلة.
ومع ذلك، يحذر مراقبون من أن مسار الانتقال لن يكون سهلا في ظل تداخل النفوذ الإقليمي والدولي وتعدد الفصائل المسلحة، ما يجعل من هذا اليوم محطة رمزية كبيرة، لكنه في الوقت ذاته بداية تحديات معقدة في بناء دولة سورية جديدة.