“بحر بلا أمان: أكثر من ثلث شواطئ لبنان خارج خارطة السباحة الآمنة صيف 2025”

تقرير المجلس الوطني للبحوث العلمية يكشف أن 37% من شواطئ لبنان غير صالحة للسباحة في صيف 2025 بسبب التلوث البكتيري والنفايات.

فريق التحرير
فريق التحرير
شاطئ لبناني ملوث تظهر عليه النفايات والمخلفات، يرمز إلى تدهور البيئة الساحلية

ملخص المقال

إنتاج AI

كشف تقرير المجلس الوطني للبحوث العلمية لعام 2025 أن 37% من الشواطئ اللبنانية غير صالحة للسباحة بسبب التلوث البكتيري، خاصة حول بيروت وطرابلس. ودعا رئيس الحكومة إلى خطة عاجلة لحماية الشواطئ، مع التأكيد على ضرورة تفعيل محطات معالجة الصرف الصحي.

النقاط الأساسية

  • تقرير: 37% من الشواطئ اللبنانية غير صالحة للسباحة بسبب التلوث.
  • التلوث البكتيري والصرف الصحي يؤثران بشدة على الشواطئ الشعبية.
  • دعوات لخطة وطنية عاجلة لحماية الشواطئ وإنشاء محميات بحرية.

أظهرت نتائج التقرير السنوي الصادر عن المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان (CNRS) بتاريخ 26 يونيو 2025، أن 37% من الشواطئ اللبنانية العامة لم تعد صالحة للسباحة هذا الصيف، في مؤشر خطير على تدهور جودة المياه الساحلية وتزايد التهديدات الصحية للمصطافين.

تقييم علمي صارم يكشف حجم الأزمة

شمل التقرير 38 موقعاً عاماً على امتداد الساحل اللبناني، حيث أظهرت التحاليل المخبرية ارتفاع نسب التلوث البكتيري، خاصة في المناطق الأكثر اكتظاظاً حول بيروت وطرابلس. اعتمدت اللجنة العلمية على قياس تركيز البكتيريا البرازية في المياه، وهو المؤشر الأهم لتصنيف الشواطئ بين “صالحة”، “حذرة”، و”ملوثة”. وبينما صُنفت 24 شاطئاً فقط ضمن الفئة الآمنة، حُددت 14 منطقة بحرية كحرجة أو عالية الخطورة، أبرزها شواطئ الرملة البيضاء والمنارة في بيروت، وأجزاء من جونية وطرابلس.

الشواطئ الشعبية الأكثر تضرراً

أشار التقرير إلى أن غالبية الشواطئ غير الصالحة للسباحة هي من الشواطئ الشعبية التي يرتادها الفقراء وذوو الدخل المحدود، ما يفاقم من حدة الأزمة الاجتماعية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وأكدت نتائج التحاليل أن بعض المواقع سجلت نسب تلوث تفوق الحد المسموح به بأضعاف، نتيجة تدفق مياه الصرف الصحي غير المعالجة، ومخلفات المصانع، وتسرب العصارة من مكبات النفايات العشوائية.

تهديدات بيئية وصحية متفاقمة

إلى جانب التلوث البكتيري، حذر التقرير من تصاعد خطر التلوث البلاستيكي والصلب، مع تزايد كميات النفايات على الشواطئ وفي المياه، ما يهدد التنوع البيولوجي البحري ويؤثر على جودة الأسماك المحلية. وأكدت نتائج فحوصات الأسماك أن مستويات المعادن الثقيلة ما زالت دون المعايير العالمية، إلا أن استمرار التلوث يهدد مستقبل الصيد البحري في لبنان.

دعوات رسمية لمواجهة الكارثة

خلال عرض التقرير في السراي الحكومي، دعا رئيس الحكومة نواف سلام إلى خطة وطنية عاجلة لحماية الشاطئ اللبناني، مشدداً على أن الأزمة تتجاوز صلاحيات وزارة واحدة وتحتاج إلى تنسيق حكومي ومجتمعي واسع. كما أكدت وزيرة البيئة تمارا الزين التزام لبنان بالاتفاقيات الدولية لحماية التنوع البيولوجي، مع الإشارة إلى بدء العمل على إنشاء ثلاث محميات بحرية جديدة في أنفه والبترون وجبيل، وخطط لحماية ستة مواقع ساحلية إضافية.

خريطة الشواطئ الآمنة… ومساحات الخطر

بحسب التقرير، تبقى بعض الشواطئ في الشمال (المنية، طرابلس)، الوسط (جبيل، كسروان، الدامور)، والجنوب (محمية صور البحرية، عدلون) ضمن المناطق الآمنة للسباحة، بينما يُنصح بتجنب السباحة في المناطق المصنفة عالية الخطورة، خاصة في بيروت وجونية وأجزاء من طرابلس.

أزمة متكررة وحلول مؤجلة

تؤكد نتائج 2025 استمرار التحديات البيئية على الشاطئ اللبناني، مع استقرار نسبي في نسبة الشواطئ الصالحة للسباحة مقارنة بالعام الماضي، لكن مع تدهور ملحوظ في بعض المناطق الحيوية. ويشدد الخبراء على أن الحل يبدأ بتفعيل محطات معالجة الصرف الصحي، وضبط المخالفات الصناعية، وتعزيز حملات التوعية المجتمعية، لضمان حق اللبنانيين في بحر نظيف وآمن.