صنع الله إبراهيم.. رائد الرواية الوثائقية في العالم العربي

صنع الله إبراهيم.. رائد الرواية الوثائقية العربية، حول التاريخ والسياسة إلى نصوص روائية حيّة، تاركًا إرثًا أدبيًا خالدًا أثرى السرد العربي .

فريق التحرير
فريق التحرير
صنع الله إبراهيم.. رائد الرواية الوثائقية في العالم العربي

ملخص المقال

إنتاج AI

يُلخص المقال مسيرة الروائي المصري صنع الله إبراهيم، الذي أثرى الأدب العربي برواياته الوثائقية الفريدة. استند إبراهيم على الأحداث والمستندات الرسمية، ليقدم نصوصاً تعكس التاريخ السياسي والاجتماعي لمصر والعالم العربي، مما جعله رائداً في هذا المجال.

النقاط الأساسية

  • صنع الله إبراهيم روائي مصري بارز، اشتهر بتوثيق الأحداث في رواياته.
  • أدخل إبراهيم الوثائق والتقارير في الرواية، ما أثرى السرد العربي.
  • نال إبراهيم جوائز أدبية عديدة، وتقديراً لمساهمته في الرواية الوثائقية.

أضاء الروائي المصري صنع الله إبراهيم سماء الرواية العربية بتجربة سردية فريدة اعتمدت على توثيق الأحداث والمستندات الرسمية والشهادات الصحفية. ولد إبراهيم في القاهرة عام 1937، وراح يشكل امتداداً مباشراً للتاريخ السياسي المصري والعربي داخل نصوصه الروائية.

برزت رواياته الأولى مبكراً مع صدور «إنسان السد العالي» عام 1967، التي مزجت السيرة الذاتيّة مع واقع بناء السد، قبل أن يقدم في عام 1973 رواية «نجمة أغسطس» التي جسّدت تناقضات مشروع السد العالي بين طموح الدولة وقهر الفرد.

في عام 1981، صدرت رواية «اللجنة»، التي دشَّنت أسلوب الرواية الوثائقية في العالم العربي عبر تضمين تقارير حكومية ووثائق أمنية لانتقاد فساد بيروقراطية الدولة في عهدي السادات. وبعد ثلاث سنوات، وضع إبراهيم الحرب الأهلية اللبنانية على طاولة القارئ في روايته «بيروت… بيروت» (1984)، حيث وظّف الأخبار الصحفية والمقالات الواردة في الأرشيف لتصوير صراع المدينة على امتداد شوارعها.

انطلقت بعد ذلك موجة الروايات النسائية التي تحمل في طياتها السؤال عن دور المرأة في الحداثة المصرية. ففي «ذات» (1992)، تتتبع بطلته ظروف الحياة اليومية، من المدارس إلى المستشفيات والمصانع، ما جعل الرواية نموذجاً للكتابة الكولاجية التي تعكس الواقع عبر زوايا متعددة. ثم أصدر رواية «شرف» (1997)، التي تناولت ضمنياً سلطة العائلة وهندسة السلطة القمعية في المجتمع.

لم يقتصر اهتمام إبراهيم على الداخل المصري. ففي روايته «وردة» (2000)، رسم تجربة جبهة تحرير ظفار في سلطنة عمان، مع التركيز على صراع الأيديولوجيات والثورات المضادة. وخلال العقد الأول من الألفية، صدرت رواية «أمريكانلي» (2003)، التي تناولت تجربة أستاذ تاريخ مصري في إحدى الجامعات الأميركية، واستغلت الأرشيف الأكاديمي لرسم التحولات الثقافية والسياسية في البلدين.

Advertisement

واصل إبراهيم التأمل في الهويات الوطنية والثنائية بين الحرية والأمن عبر روايتي العصر المتأخر «برلين 69» (2014)، و«1970» (2020)، حيث عرض معضلات الثورة والديكتاتورية عبر مقارنة أنظمة الحكم في ألمانيا الشرقية والغربية ومصر في عصر السادات.

خلال هذا المسار الإبداعي، ظل صنع الله إبراهيم يرفض التموقع في صف سلطة أو حزب، ومع ذلك نالت رواياته اعترافات نقدية وجوائز فكرية، من أبرزها جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004، وجائزة كفافيس للأدب عام 2017.

يجمع النقاد على أن إضافة إبراهيم للتقارير والمستندات التاريخية داخل النص الروائي أحدثت تحوّلاً في أدوات السرد العربي. فقد أصبحت الرواية مساحة مواجهة بين السلطة والقاص، وبين التاريخ والذاكرة الجماعية، بأسلوب لا يقرّ التزييف ولا يضع الأقنعة على الأحداث.

وبوفاته في 13 أغسطس/آب 2025، فقدت الساحة الأدبية أحد أبرز رواد الرواية الوثائقية التي استمدّت شرعيتها من الأرشيف الصحفي والمستندات الرسمية، وفتحت آفاقاً جديدة أمام السرد العربي المعاصر.