ناشد طلاب برامج BTEC أو ما يُعرف بـ”النظام الجديد” وزارة التربية والتعليم الأردنية بسرعة التدخل لحل أزمتهم المتفاقمة والتي انعكست خلال حملة وُصفت بالواسعة وغير المسبوقة على منصات التواصل الاجتماعي. عبّر الطلاب، من دفعات 2008 و2009 بشكل خاص، عن معاناتهم جراء الجمع بين أعباء المشاريع الطويلة والمواد المشتركة ذات الطابع الأكاديمي الجامعي، إضافة إلى غموض مسارهم الجامعي و”ظلم” معايير التقييم وشعورهم بالإهمال مقارنة بدفعة 2007 التي تلقت استجابة حكومية لمطالبها.
تفاصيل الأزمة وأسبابها
أوضح الطلبة في شهاداتهم أن نظام BTEC، الذي يُفترض أن يركز على الجانب العملي والمهني، بات يثقل كاهلهم بسبب حجم المشروع الواحد الذي قد يستغرق أكثر من أسبوعين، مع ضرورة إنجاز متطلبات مواد مشتركة أكاديمية (مثل مواد الثانوية العامة التقليدية) في ذات الوقت، ما يصنع ضغطاً نفسياً وذهنياً كبيراً عليهم خاصة عند اقتراب الامتحانات الوزارية. أشار العديد من الطلبة إلى أن عدداً من المعلمين يفتقرون للخبرة في تطبيق معايير التقييم، مما يحرمهم من العلامة الكاملة أو يخفض نتائجهم بسبب خطأ صغير أو تقييم غير عادل.
أبرز المطالب الطلابية
رفع الطلاب رسائل جماعية إلى الوزارة، أوضحوا فيها أبرز مطالبهم، والتي تضمنت:
- تقليص أو تخفيف المواد المشتركة الأكاديمية وعدم الجمع بين كتب أكثر من صف في عام واحد.
- إعادة جدولة المشاريع العملية وجعلها تدريجية لتفادي التكديس والإرهاق.
- مراعاة ظروف الدوام الصعبة والمرنة، وإعادة النظر في نظام الفصل لتجاوز الغياب أو التأخر بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم.
- توحيد آلية التقييم بالشهادات، منتقدين أن النظام الحالي يحسب النتيجة النهائية على أساس أضعف أداء في مهمة واحدة، ولو أبدع الطالب في بقية متطلبات المادة.
- ضمان مستقبل جامعي عادل لطلاب BTEC في الجامعات الحكومية لا حصرهم على التعليم الخاص، مع الاعتراف الرسمي من التعليم العالي.
ردود الفعل المجتمعية والرسمية
قالت إحدى الطالبات: “نعيش ضغطاً غير طبيعي، المشاريع لا ترحم والمواد المشتركة أكبر من طاقتنا. والطلبات الجامعية غير واضحة لمستقبلنا.” بينما أشار طالب آخر: “دخلت النظام متحمساً للجانب التطبيقي، فوجئت بأن الحمل الأكاديمي يشبه الأدبي والعلوم تقريباً”.
وعلى الرغم من الحملة المكثفة، أكّد الطلاب أن شكاواهم لم تلق حتى الآن تجاوباً رسمياً واضحاً من الوزارة، وهو ما عمّق شعورهم بالإجحاف وعدم الثقة مع مرور الأسابيع واقتراب مواعيد استحقاقاتهم النهائية. واستغربوا من العدالة المفقودة بين دفعات النظام، قائلين إن الحلول كانت متاحة لأقرانهم في دفعتي 2007 بينما بقيت أزمتهم “معلقة في الهواء”.
وسم الحملة ورسالتهم لوزارة التربية
أطلق الطلبة وسم “#تخفيف_زخم_المواد_المشتركة_لطلاب_BTEC_2008_بسبب_ضغط_المشاريع_والتقارير” للدلالة على معاناتهم اليومية وخوفهم من تعثر مستقبلهم الأكاديمي بسبب غياب حلول عاجلة، وكرروا أن هدفهم ليس التهرب من المسؤولية، بل طلب توازن واقعي بين متطلبات البرنامج العملي والمقررات النظرية.
الطلاب أكدوا أن استمرار تجاهل الوزارة سيجعل مشكلتهم مثالاً جديداً على الإهمال الرسمي، وأنهم سيواصلون التصعيد السلمي حتى تحقيق تكييف عادل لبرامجهم وضمان مستقبل علمي وجامعي واضح.