في مشهد مؤلم يلخص معاناة كثير من الفنانين الفلسطينيين تحت الحصار والأزمات، اضطر الفنان التشكيلي طه أبو غالي، أحد أبناء قطاع غزة، إلى حرق عدد من لوحاته الفنية واستخدامها كحطب للطهي من أجل إطعام أولاده بعدما نفد منه الحطب ووقود الطهي، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي تعصف بالقطاع.
تفاصيل مأساة الفنان
- طه أبو غالي، فنان ومُعلم فنون يمتلك عشرات اللوحات التي تعبّر عن الألم والحصار والأمل في الوقت نفسه، وجد نفسه أمام خيار قاسٍ: إما أن يرى أطفاله جياعًا أو أن يحرق ما أبدعه على مدار سنوات.
- واجه صعوبة توفير الغذاء والوقود اللازم للطهي، خاصة في المناطق المنكوبة التي تعاني من نقص الكهرباء وانعدام مصادر الطاقة.
- ذكر أبو غالي في تصريحات إعلامية أنه اضطر لكسر فرشاته، وتقطيع لوحات الزيتية التي رسمها في سنوات سابقة ليطبخ عليها الطعام لأسرته، مضيفًا أن النار التي التهمت الألوان جمعت أولاده حول المائدة لكنها حرقت قلبه وذاكرته الفنية.
ردود الفعل والتضامن
- تفاعل المجتمع الفني الفلسطيني والعربي مع قصة طه أبو غالي، واعتبر كثير من النشطاء أن ما حدث يلخص قسوة المشهد الإنساني في غزة حيث يتحول الإبداع إلى رماد تحت وطأة الفقر والحصار.
- أطلقت منظمات فنية وثقافية هاشتاجات داعمة للفنانين الغزيين ودعوات لتوفير الحد الأدنى من مستلزمات الحياة للفنانين والصناع المحليين الذين يمثلون ذاكرة وقيم المجتمع.
معاناة الفن في غزة
- يعاني الفنانون في القطاع من أزمات متلاحقة: نقص المواد الخام، غياب فرص العرض والدعم، تهالك مساحات الإبداع، وصعوبة تسويق أعمالهم خارج الجدران المغلقة.
- أضحت الكثير من اللوحات والجداريات التي توثق النضال والأمل عرضة للهلاك بفعل الحاجة اليومية، ولم تعد اللوحة رمزًا فقط للجمال بل صارت ملاذًا للطهو والبقاء.
دلالة القصة ورسالتها الإنسانية
- تؤكد مأساة طه أبو غالي أن الإنسان حين يُحاصر بين الجوع والفن يختار الحياة مهما كان الثمن، وتحمّل لوحات الفنان أوجاع الشعب المحاصر حيث تتحول من لغة الجمال إلى وسيلة للبقاء.
- تدعو القصة إلى الدعم العاجل للفنانين في البيئات المنكوبة، والحفاظ على رسالة الفن كأداة قوة وأمل في وجه أصعب الظروف الإنسانية.
تبقى قصة طه أبو غالي درسًا في التحدي والصمود، ورسالة إلى العالم بأن وراء كل لوحة فنية في غزة حكاية مقاومة، وقد تُغدو يومًا نارًا تطعم الأطفال حين تغيب العدالة.