حذر وزير الخارجية الإيراني السيد عباس عراقجي الدول الأوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا من أن قرارها تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران يمثل “خطأً فادحاً في التقدير” وسيقوض مصداقيتها الدولية ويُهمشها من أي دبلوماسية مستقبلية.
وأكد عراقجي في مقال رأي نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية ، أن المجموعة الأوروبية الثلاثية المعروفة بـ”إي3″ تتبع “مساراً متهوراً وخطيراً” من خلال انحيازها لاستراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدلاً من لعب دورها التاريخي كقوة معتدلة في المنطقة.
عراقجي: تفعيل آلية الإرجاع السريع “يفتقر إلى أي أساس قانوني”
واعتبر الوزير عراقجي أن تفعيل آلية الإرجاع السريع “يفتقر إلى أي أساس قانوني” لأنها تتجاهل تسلسل الأحداث الذي أدى إلى اتخاذ إيران إجراءات تصحيحية مشروعة بموجب الاتفاق النووي.
وأكد أن الولايات المتحدة، وليس إيران، هي التي انسحبت من الاتفاق النووي في عام 2018، مما أدى إلى إعادة فرض العقوبات وانهيار الاتفاق.
كما انتقد عراقجي الدول الأوروبية الثلاث لفشلها في الوفاء بالتزاماتها الاقتصادية تجاه إيران بعد الانسحاب الأمريكي، حيث لم تتمكن من حماية التجارة مع طهران أو تطبيع العلاقات الاقتصادية كما وعدت.
وأشار إلى أن أوروبا “فشلت في تحقيق أي من وعودها” رغم إعلاناتها الأولية عن رفض قرار ترامب.
عراقجي يوجه انتقادات حادة لما وصفها بالمعايير الأوروبية
وقد وجه عراقجي انتقادات حادة للمعايير الأوروبية، خاصة صمتها إزاء الضربات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية على الأراضي الإيرانية في يونيو الماضي.
وأشار إلى أن هذه الضربات نُفذت “عشية المحادثات الدبلوماسية” بين إيران والولايات المتحدة، بوساطة عُمانية.
كما استنكر تصريحات المستشار الألماني الذي أيد علناً الضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية، والتي وصفها بأنها “محمية بموجب القانون الدولي”.
واعتبر أن دعم مثل هذه الأعمال يكشف دور أوروبا “ليس كمشارك في الدبلوماسية بل كمشجع للأعمال غير القانونية”.
عرض إيران الدبلوماسي الجديد بشأن برنامجها النووي
ورغم الانتقادات الحادة، قدم عراقجي عرضاً دبلوماسياً جديداً وصفه بـ”الصفقة الواقعية والدائمة”، حيث أعلن استعداد إيران لقبول “رقابة صارمة وقيود على التخصيب مقابل إنهاء العقوبات”.
وأكد أن طهران مستعدة “لصياغة اتفاق واقعي ودائم ينطوي على رقابة محكمة وقيود على التخصيب في مقابل إنهاء العقوبات”.
وحذر الوزير من أن “الفشل في اغتنام هذه النافذة الضيقة من الفرص قد يكون له عواقب مدمرة للمنطقة وما وراءها على مستوى جديد تماماً”، مشدداً في ذات الوقت على ضرورة إعطاء الدبلوماسية “الوقت والمساحة التي تحتاجها للنجاح”.