علي أكبر.. باكستاني حمل صوت الصحافة الفرنسية حتى نال وسام الاستحقاق الوطني من ماكرون

كرّم الرئيس الفرنسي ماكرون الصحفي الباكستاني علي أكبر ومنحه وسام الاستحقاق الوطني بعد مسيرة تجاوزت خمسة عقود في بيع الصحف باريس، ليصبح رمزًا للاندماج والعمل الإنساني ويجمّل صورة الصحافة الفرنسية الروحية، في تكريم يسلّط الضوء على أهمية الأدوار البسيطة في مجتمع باريس لعام 2025.

فريق التحرير
فريق التحرير

ملخص المقال

إنتاج AI

علي أكبر، بائع الصحف الباكستاني الشهير في باريس، نال وسام الاستحقاق الوطني الفرنسي في 2025 تقديرًا لمسيرته الملهمة. بدأ رحلته من باكستان، وعمل بجد في باريس لأكثر من نصف قرن، ليصبح جزءًا من ذاكرة المدينة الثقافية ورمزًا للاندماج.

النقاط الأساسية

  • علي أكبر، بائع صحف باكستاني في باريس، نال وسام الاستحقاق الوطني الفرنسي.
  • بدأ رحلته من باكستان، وعمل بجد في باريس ليصبح جزءًا من نسيجها الثقافي.
  • قصته ترمز لاندماج المهاجرين وأهمية الصحافة، مُلهمةً المجتمع الفرنسي.

علي أكبر، الصحفي الباكستاني وبائع الصحف الجوال الأشهر في باريس، عاش حياة ملهمة امتدت لما يزيد عن نصف قرن، وكتب قصته بأحرف من التحدي والإصرار حتى توّجها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمنحه وسام الاستحقاق الوطني برتبة فارس في 2025.

بداية الرحلة من باكستان إلى باريس

ولد علي في راولبندي عام 1953 ضمن عائلة بسيطة، وانطلق في ربيع شبابه في رحلة بحث عن الأمان والعمل ومساعدة أسرته. مرّ عبر أفغانستان وإيران وتركيا ثم اليونان، وعمل بنادل في سفينة شحن ليصل أخيرًا إلى باريس نهاية 1972، حيث واجه صعوبات الغربة والفقر والتمييز وحتى النوم في الشوارع قبل أن يجد طريقه إلى بيع الصحف في حي سان جيرمان الشهير. ورغم أنه لم يكمل تعليمه، فقد تعلّم الفرنسية بسرعة ليقيم علاقات واسعة مع سكان الحي وأدباءه وصحفييه وأصبح جزءًا من ذاكرة العاصمة الثقافية.

مهنة تتحدى العصر

في قلب باريس، مارس علي أكبر مهنته الاستثنائية كبائع صحف متجول، ينادي بأحدث الأخبار والأحداث، ويبعث البهجة والفكاهة بين رواد المقاهي وطلاب السوربون. اعتبره السكان “مؤسسةً باريسية” تلوّن شوارع الحي، وبقي وفيًا للصحافة الورقية أمام اجتياح الإنترنت وتغير ذائقة الجمهور، يبيع عشرات النسخ يومياً رغم تناقص المبيعات مقارنةً بالماضي.

لم يكن زي علي أكبر يعبّر عن فقر أو غربة، بل أصبح علامة للحيوية والابتسامة ولم يفقد روح الدعابة حتى جعلته الصحافة الفرنسية رمزًا يحتفى به في الصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية. ورغم كل تحديات الحياة، دعم أبناءه الخمسة ليحصلوا على التعليم الفرنسي، واستمر بإرسال الدعم لأسرته في باكستان، محتفظًا بصلته بالجذور والحلم القديم أن يبني لوالدته بيتًا بحديقة.

Advertisement

الطريق إلى التكريم

اشتهر علي أكبر بأسلوبه الفريد، يبتكر العناوين وينثر المرح، حتى أصبح اسمه مرادفًا للنشاط والثبات في وجه تغيّرات الزمن. التفت إليه المشاهير من رؤساء فرنسا إلى مصممي الأزياء، وحتى أصبح نموذجًا حيًا لجيل كامل من أبناء الجالية الباكستانية والعاملين المهاجرين في أوروبا.

في خضم التحولات الرقمية، بقي هو آخر بائع صحف متنقل في باريس—بل في فرنسا كلها—فتحول في نظر الفرنسيين إلى “ذاكرة حيّة” للحياة الصحفية القديمة. وبعد أكثر من خمسين عاما من العمل، قررت الحكومة الفرنسية تكريمه بأعلى وسام للجدارة الوطنية، في رسالة تقدير للوفاء والصمود الإنساني.

انعكاس القصة على المجتمع

حكاية علي أكبر ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل رمز لروح باريس المنفتحة على الغرباء واحتضانها للتنوع والتجارب الإنسانية. منح وسام الاستحقاق لعلي يعبّر عن احترام فرنسا للدور الإنساني والاجتماعي للأطياف العاملة البسيطة، ويعيد الاعتبار للصحافة الورقية كأداة تواصل ودعم للبشر.

لا تزال الرواية مستمرة: فالرجل الذي بدأ حياته عابرًا للحدود التي تفصل الفقر عن الأمل، جعل من القلم والصحيفة وسيلة للاندماج وبناء الجسور بين المجتمعات، وأثبت أن نبل الوظيفة يكمن في التفاني والتفاعل مع الناس، لا في المسمى أو المكانة.

Advertisement

تكريم علي أكبر على هذا النحو هو احتفال بالإنسان البسيط، وبروح المهاجر الذي جعل من باريس وطنه الثاني وأحبته أجيال متعاقبة من المثقفين وعموم سكان العاصمة الفرنسية.