“عندما يقول الشعب كلمته… سيناتور أمريكي ينسحب من السباق السياسي بعد فقدان الثقة”

أعلن سيناتور أمريكي من ولاية نورث كارولينا انسحابه من السباق الانتخابي بعد تراجع دعم الناخبين وضغوط سياسية.

فريق التحرير
فريق التحرير
صورة رسمية للسيناتور الأمريكي توم تيليس أثناء حديثه في مجلس الشيوخ

ملخص المقال

إنتاج AI

أعلن السيناتور توم تيليس عدم ترشحه لإعادة انتخابه بسبب ضغوط من قاعدته الانتخابية وتراجع الثقة العامة بعد تصويته ضد مشروع قانون ضريبي مثير للجدل. القرار أثار ردود فعل واسعة وانقسامًا في الحزب الجمهوري، ويعكس أزمة ثقة في النظام السياسي الأمريكي.

النقاط الأساسية

  • السيناتور توم تيليس يعلن عدم ترشحه لإعادة انتخابه في مجلس الشيوخ.
  • قراره جاء بعد انتقادات من ترامب وتراجع ثقة الناخبين به.
  • القرار يفتح الباب لمنافسة شرسة على مقعده في نورث كارولينا.

واشنطن ـ في خطوة تعكس عمق العلاقة بين إرادة الناخبين والقيادة السياسية، أعلن السناتور الأمريكي توم تيليس، ممثل ولاية نورث كارولينا عن الحزب الجمهوري، عن قراره بعدم الترشح لإعادة انتخابه في مجلس الشيوخ العام المقبل، بعد أن وجد نفسه في مواجهة ضغوط متزايدة من قاعدته الانتخابية وتراجع واضح في مؤشرات الثقة العامة، بحسب بيان رسمي نشره مكتب السناتور على موقعه الإلكتروني يوم الأحد 29 يونيو 2025.

السناتور توم تيليس يعلن انسحابه من السباق السياسي

جاءت هذه الخطوة بعد أيام قليلة من اتخاذ تيليس موقفاً مستقلاً عن زملائه الجمهوريين، حين صوت ضد مشروع قانون ضريبي كبير طرحه الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو ما أثار غضب الأخير ودفعه إلى تهديد تيليس علناً بدعم مرشح آخر ضده، وفق ما نقلت وكالة رويترز وموقع “تايمز أوف إنديا”. أكد تيليس في بيانه أنه فخور بخدمته لشعب ولاية نورث كارولينا، لكنه شعر بأنه لم يعد يحظى بثقة الناخبين بالدرجة الكافية، وأنه يفضل ترك المجال لأصوات جديدة تعبر عن تطلعاتهم.

أشار السناتور إلى أن “السياسة في واشنطن أصبحت أكثر استقطاباً، وأصبح من الصعب على من يتبنى خطاً وسطياً أو يتخذ قرارات مستقلة أن يجد مكاناً له”، وفق ما جاء في البيان الرسمي لمكتبه، الذي أكد أيضاً أن القرار جاء بعد مشاورات مطولة مع عائلته وزملائه، وبناءً على قراءة دقيقة لمشاعر الناخبين في ولايته. أضاف تيليس أنه يريد “أن يترك المجال لمن يستطيع أن يعبر عن صوت الشعب ويقود التغيير الذي يتطلعون إليه”.

ردود فعل سياسية واسعة وانقسام في الحزب الجمهوري

في الوقت ذاته، أكدت وسائل إعلام أمريكية أن قرار تيليس يفتح الباب أمام منافسة محتدمة على مقعده في مجلس الشيوخ، خاصة أن ولاية نورث كارولينا تشهد منافسات دائمة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وأشارت شبكة “إن بي سي نيوز” إلى أن عدداً من السياسيين الديمقراطيين أعلنوا عن نيتهم خوض السباق الانتخابي، فيما يترقب الجمهوريون ظهور مرشح جديد يحظى بدعم ترامب أو القاعدة الانتخابية.

أعرب السناتور عن أسفه لأن “السياسيين الذين يتبنون الحوار والوسطية أصبحوا نادرين في واشنطن”، وذكر أنه يريد أن يترك بصمة إيجابية في حياته العامة، وليس فقط أن يبقى في منصبه. وأشار إلى أن التحديات التي تواجهها البلاد تتطلب قيادات شجاعة قادرة على الاستماع لصوت الشعب، وليس فقط الانصياع لضغوط الأحزاب أو القيادات الحزبية.

من جهته، علق الرئيس السابق دونالد ترامب على قرار تيليس عبر منصة “إكس”، ووصفه بأنه “أخبار رائعة”، وأكد أنه سيدعم مرشحاً آخر يمثل تطلعات الجمهوريين في الولاية. كما أشار ترامب إلى أن تيليس لم يفعل ما يكفي لخدمة ولايته، خاصة بعد الكوارث الطبيعية التي ضربتها مؤخراً، وهو ما اعتبره البعض إشارة إلى تراجع شعبيته بين الناخبين.

أزمة ثقة في النظام السياسي الأمريكي وبداية تحولات انتخابية

في السياق نفسه، أكدت تقارير صحفية أن قرار تيليس يعكس أزمة ثقة أوسع في النظام السياسي الأمريكي، حيث يبدي الناخبون استياء متزايداً من السياسيين التقليديين، ويرغبون في رؤية وجوه جديدة تقدم حلولاً عملية لمشكلاتهم اليومية. وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن قرار تيليس يأتي في ظل موجة من الانسحابات بين كبار السياسيين، الذين يجدون صعوبة في التوفيق بين مطالب قواعدهم الانتخابية وضغوط القيادات الحزبية.

يُذكر أن السناتور توم تيليس كان قد تولى منصبه في مجلس الشيوخ منذ عام 2015، واشتهر بمواقفه المستقلة أحياناً، خاصة في قضايا الهجرة والإصلاح القضائي. كما كان من أبرز مؤيدي حماية برامج الرعاية الصحية للفئات محدودة الدخل، وهو ما جعله عرضة لهجوم من قيادات حزبه في بعض الأحيان.

أعلنت قيادة الحزب الديمقراطي في ولاية نورث كارولينا أنها تراقب الموقف عن كثب، وأنها مستعدة لخوض معركة انتخابية شرسة لانتزاع المقعد من الجمهوريين في انتخابات 2026. وتتوقع وسائل إعلام محلية أن تشهد الولاية منافسة قوية بين مرشحين من الحزبين، خاصة أن المقعد يُعد من المقاعد القليلة المتأرجحة في مجلس الشيوخ الأمريكي.

في الختام، يبقى قرار السناتور توم تيليس مثالاً واضحاً على تأثير الرأي العام وضغط الناخبين في تحديد مسار القيادات السياسية، خاصة في ظل بيئة سياسية تشهد استقطاباً غير مسبوق. ويؤكد الخبراء أن مثل هذه الخطوات تسهم في تجديد الدماء داخل المؤسسات التشريعية، وتعزز من قدرة الناخبين على محاسبة ممثليهم ومطالبتهم بالاستجابة لتطلعاتهم الحقيقية.