تقدمت دبابات إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء إلى حي عباد الرحمن على الطرف الشمالي لمدينة غزة ودمرت منازل، مما أجبر السكان على الفرار، وفقاً لرويترز.
وأفاد شهود عيان أن القوات الإسرائيلية قصفت منازل في الحي وأصابت عدة أشخاص، مما دفع كثيرون آخرون فاجأهم الهجوم إلى الفرار عمقاً داخل مدينة غزة.
وقال سعد عابد، البالغ من العمر 60 عاماً وهو عامل بناء سابق: “فجأة سمعنا أن الدبابات وصلت عباد الرحمن وصوت الانفجارات بدأ يعلو ويعلو وصرنا نشوف الناس بتنزح من هاديك المنطقة باتجاهنا”.
تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة
يأتي هذا التقدم في إطار تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في شمال وجنوب قطاع غزة، حيث تقدمت دبابات في أحياء الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة، ومنطقة جباليا شمال القطاع، تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي المكثف.
وقد تواصلت عمليات القصف الجوي والمدفعي خاصة في حي الزيتون الذي يتعرض منذ أيام لضربات مكثفة، حيث قالت تالا الخطيب البالغة من العمر 29 عاماً: “كانت الليلة صعبة جداً، بدأ الضرب من المدفعية في منتصف الليل، على منطقتي الزيتون والتفاح، والطيران ضرب عدة مرات، والزنانات (الطائرات المسيرة) طوال الليل تطلق النار”.
إخلاء مدينة غزة، وخطة إسرائيلية للسيطرة على المدنية
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن “إخلاء مدينة غزة لا مفر منه”، داعياً السكان إلى “الانتقال” إلى “مناطق شاسعة فارغة في جنوب القطاع كما هو الحال في مخيمات الوسطى وفي المواصي”.
وكان المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر قد وافق في 8 أغسطس الجاري على خطة للسيطرة على مدينة غزة، وصادق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مساء الثلاثاء الماضي على الخطة، وأصدر أوامر باستدعاء 60 ألفاً من قوات الاحتياط.
تنص الخطة على إجلاء قسري واسع النطاق للفلسطينيين على مدى أسبوعين على الأقل، بدءاً بعملية عسكرية يتبعها دخول تدريجي إلى المدينة.
وفقاً للتقديرات الإسرائيلية، فإن احتلال المدينة سيستغرق نحو أربعة أشهر، وتتضمن الخطة خمسة مبادئ: تجريد حماس من السلاح، وإعادة جميع الرهائن، ونزع السلاح من قطاع غزة، وإقامة سيطرة أمنية إسرائيلية على المنطقة، وإنشاء إدارة مدنية بديلة لا تشمل حماس ولا السلطة الفلسطينية.
تعقيدات مقترح وقف إطلاق النار في غزة
وفي هذا السياق، لم ترد إسرائيل بعد على مقترح قدمه الوسيطان القطري والمصري هذا الشهر ووافقت عليه حماس، ينص على هدنة أولية مدتها 60 يوماً والإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع على دفعتين، مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأعلنت حماس يوم 17 أغسطس موافقتها على المقترح الذي وصفه مسؤول قطري بأنه “98% مطابق” لخطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف المقدمة في يونيو.
لكن إسرائيل غيرت استراتيجيتها بعد 18 شهراً من الموافقة على صفقات وقف إطلاق نار جزئية ومرحلية، حيث يطالب نتنياهو الآن باتفاق شامل يؤمن الإفراج عن كل الرهائن وينهي الحرب بالكامل.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: “نحن منخرطون مع جميع الأطراف في الجهد لتأمين اتفاق وقف إطلاق النار، لكن لم يكن هناك رد رسمي من إسرائيل – لا قبول ولا رفض، ولا اقتراح بديل مقدم”.