عملية إنقاذ تنجح في حفظ آلاف القطع الأثرية النادرة تحت تهديد القصف في غزة

عمال إغاثة ينقذون آلاف القطع الأثرية في غزة بعد مفاوضات مع الجيش الإسرائيلي قبل تدمير مستودع يحتوي كنوزاً تاريخية نادرة.

فريق التحرير
فريق التحرير
آثار أثرية منقذة من غزة تشمل فسيفساء بيزنطية وجرار خزفية في مكان آمن

ملخص المقال

إنتاج AI

نجح عمال الإغاثة في غزة بإنقاذ آلاف القطع الأثرية الثمينة من مستودع كان سيُدمر، بعد مفاوضات مع الجيش الإسرائيلي. شملت الآثار قطعاً من دير القديس هيلاريون البيزنطي، وأُرسلت لمكان آمن بالتعاون مع البطريركية اللاتينية في القدس.

النقاط الأساسية

  • تم إنقاذ آلاف القطع الأثرية بغزة قبل تدمير مستودعها من قبل إسرائيل.
  • تم الإنقاذ بعد مفاوضات مع الجيش الإسرائيلي ونقل القطع بشاحنات مكشوفة.
  • القطع تشمل آثاراً من دير القديس هيلاريون وأدلة على المسيحية بغزة.

نجح عمال الإغاثة في إنقاذ آلاف القطع الأثرية الثمينة في قطاع غزة من الدمار الكامل، وذلك قبيل تدمير إسرائيل للمستودع الذي كان يحتويها في مدينة غزة، وفقاً لأسوشيتد برس.

وتمت هذه العملية العاجلة بعد تفاوض مكثف مع الجيش الإسرائيلي استمر 9 ساعات، تلاه نقل متواصل للقطع الأثرية على مدى 6 ساعات باستخدام شاحنات مكشوفة.

واحتوى المستودع المستهدف على قطع أثرية من أكثر من 25 عاماً من الحفريات الأثرية، تضم قطعاً من دير القديس هيلاريون البيزنطي الذي يعود للقرن الرابع الميلادي، والمدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، إضافة إلى بعض أقدم الأدلة المعروفة على وجود المسيحية في غزة.

السباق مع الزمن لإنقاذ كنوز التاريخ في غزة

وأبلغ تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي (كوغات)، الجهة الإسرائيلية المسؤولة عن المساعدات الإنسانية، منظمة “بريميير أورجونس إنترناسيونال” بخطة هدم المبنى صباح يوم الأربعاء الماضي.

وجاء هذا التحذير عبر نظام إشعارات تديره منظمات دولية لإعلام الجيش الإسرائيلي بالمواقع الحساسة مثل المدارس والمستشفيات والمستودعات التي تحتوي على المساعدات الإنسانية.

Advertisement

الإنقاذ شمل تراثاً محمي من قبل اليونسكو

ووصف كيفن شاربيل، منسق الطوارئ الميداني لمنظمة “بريميير أورجونس إنترناسيونال” التي تعمل في غزة منذ 2009، الموقف قائلاً: “الأمر لا يتعلق فقط بالتراث الفلسطيني أو المسيحي، بل بشيء مهم للتراث العالمي هنا، محمي من قبل اليونسكو”.

وأمضى شاربيل، المتمركز في مدينة غزة ضمن مهمة إنسانية مؤقتة، 9 ساعات في مفاوضات محمومة مع الجيش الإسرائيلي للحصول على تأجيل يسمح للعمال بنقل القطع الأثرية إلى مكان أكثر أماناً.

التحدي تمثل في العثور على شاحنات لنقل القطع الأثرية

لكن التحدي لم يقتصر على إقناع الجيش بالتأجيل، فمع توسع إسرائيل لعمليتها في مدينة غزة، كانت المنظمات الأخرى في حالة فوضى ولم يتمكن أحد من العثور على شاحنات لنقل القطع الأثرية في مثل هذا الوقت القصير.

قال شاربيل: “قبل خمس دقائق من أن أضطر لقبول أن هذا سيتبخر أمام أعيننا، عرض علينا طرف آخر وسائل النقل”.

Advertisement

وعملت المنظمة مع البطريركية اللاتينية في القدس لنقل القطع الأثرية إلى مكان آمن في مدينة غزة لا يتم الكشف عنه لأسباب أمنية.

كنوز أثرية تمتد عبر آلاف السنين في غزة

وكانت المدرسة الكتابية والأثرية الفرنسية في القدس، وهي مؤسسة أثرية عريقة في المنطقة أشرفت على حفريات مخطوطات البحر الميت في إسرائيل، مسؤولة عن تخزين حوالي 80 متر مربع من القطع الأثرية في مبنى الكوثر عالي الارتفاع في مدينة غزة، حيث كانت منظمة “بريميير أورجونس إنترناسيونال” توفر الأمن للموقع.

وتحتوي غزة على عشرات المواقع الأثرية القديمة، بما في ذلك المعابد والأديرة والقصور والكنائس والمساجد والفسيفساء.

فُقد العديد من الآثار لأسباب مختلفة وتكافح اليونسكو للحفاظ على المتبقي

وقد فُقد العديد منها بسبب التوسع العمراني والنهب، وتكافح اليونسكو للحفاظ على بعض ما تبقى منها. تعود بعض هذه المواقع إلى 6000 سنة، عندما كانت غزة محطة مركزية على طرق التجارة بين مصر وبلاد الشام، وبداية تحول القرى الزراعية إلى مجتمعات حضرية.

Advertisement

وتشمل القطع الأثرية التي تم انقاذها هذا الأسبوع جرار خزفية وفسيفساء وعملات معدنية وأعمال جبسية مطلية وبقايا بشرية وحيوانية، إضافة إلى قطع مُحفرة من دير القديس هيلاريون، الذي يُعتبر واحداً من أقدم الأمثلة المعروفة للمجتمعات الرهبانية المسيحية في الشرق الأوسط، وفقاً لليونسكو.