أعلنت سلطة تنظيم الاتصالات الفلسطينية، انقطاعاً كاملاً في خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية في مدينة غزة وشمال القطاع.
وأوضحت السلطة أن هذا الانقطاع جاء نتيجة “استهداف عدة مسارات رئيسية مغذية للمنطقة في ظل العدوان المستمر”، وأضافت الشركة أن “طواقمها تعمل على مدار الساعة لإصلاح الأعطال في ظل الوضع الميداني الخطير”.
800 ألف فلسطيني في غزة انقطعوا عن العالم الخارجي
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل عزلت نحو 800 ألف فلسطيني في مدينة غزة عن العالم الخارجي بعد قطعها خدمة الاتصالات والإنترنت.
وأضاف المرصد الحقوقي أن “القصف الإسرائيلي المتواصل وتدمير الأبراج السكنية والبنية التحتية للاتصالات أديا إلى تعتيم كامل على مدينة غزة”.
عملية “عربات جدعون 2” تتوسع في غزة
يأتي قطع الاتصالات بالتزامن مع تقدم آليات الجيش الإسرائيلي في الأحياء الشمالية الغربية من مدينة غزة، وقد شوهدت دبابات ومركبات عسكرية إسرائيلية متعددة وهي تتقدم في منطقة الشيخ رضوان شمال المدينة.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ أكثر من 150 ضربة جوية ومدفعية على مدينة غزة خلال يومين، وقال مصدر عسكري إسرائيلي لوكالة الأناضول إن الجيش “أطلق المرحلة التالية” من العملية لتعميق المناورات داخل المدينة، وأضاف أن العملية تشمل حالياً الفرقتين 98 و162، مع توقع انضمام الفرقة 36 في الأيام المقبلة.
أهداف إسرائيلية متعددة من قطع الاتصالات
وأوضح مسؤول أمني فلسطيني أن إسرائيل توظف قطع الاتصالات والإنترنت عن غزة لتحقيق عدة أهداف.
الهدف الأول “استخباري وعسكري، حيث استفادت إسرائيل من قطع شبكة الاتصالات عن أنحاء واسعة في شمال غزة تحديداً، من أجل تمييز ورصد شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة الفلسطينية وتتبع موجاتها”.
الهدف الثاني نفسي، حيث يدخل قطع الاتصالات الفلسطينيين في حالة نفسية صعبة جراء الخوف والقلق المتواصلين على ذويهم وعائلاتهم المتواجدين في مناطق أخرى من القطاع.
والهدف الثالث إعلامي، حيث سعت إسرائيل من خلال هذه السياسة إلى “عزل قطاع غزة عن العالم الخارجي في محاولة لمنع خروج الصورة والكلمة من القطاع، للتغطية على جرائم الإبادة التي تمارسها”.
نمط ممنهج من قطع الاتصالات
منذ السابع من أكتوبر 2023، نفّذت إسرائيل أكثر من 12 عملية قطع كامل للاتصالات والإنترنت في غزة، وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن الهدف من هذه العمليات هو “حجب غزة عن العالم وتعطيل جهود الإغاثة الإنسانية”.
وحذّر المرصد في السادس من سبتمبرالجاري من “خطر وشيك لانقطاع كامل لشبكات الاتصالات بفعل الاستهداف المتكرر للأبراج السكنية والبنايات المرتفعة”.
وأكد أن عواقب هذه الممارسات “كارثية” على الصعيد الإنساني، إذ تحرم المدنيين من التواصل في أوقات الطوارئ، وتعرقل عمل الطواقم الطبية والإغاثية والإعلامية.




