قتل الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء ما لا يقل عن 31 فلسطينياً في عدة مناطق من قطاع غزة، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية التي تديرها حماس في غزة، وفقاً لأسوشيتد برس.
وتركزت الغارات البرية والجوية على مناطق تل الهوا وجنوب غزة، فيما تقدمت دبابات الاحتلال باتجاه أحياء سكنية وسط مخاوف من موجة نزوح جديدة للسكان المدنيين.
جاء ذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الإثنين، مقترحاً للسلام في غزة من 20 نقطة، يهدف إلى إنهاء الحرب واستعادة كل الرهائن خلال 72 ساعة من وقف إطلاق النار، وتأسيس ما وصفه بـ«غزة الجديدة» تحت إشراف لجنة دولية بقيادته وبرئاسة طوني بلير، مع ضمان عدم مشاركة حماس في الحكم.
القتلى بينهم نساء وأطفال وإصابة العشرات بجروح متفاوتة
وأفادت وزارة الصحة بغزة بمقتل 31 شخصاً بينهم نساء وأطفال وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة جراء قصف مكثف على شرق مدينة غزة ومخيم الشاطئ، إضافة إلى اشتباكات مع دبابات إسرائيلية اقتحمت مناطق مأهولة بالسكان.
ونقل مراسلون عن شهود عيان سماع دوي انفجارات قوية خلال الليل، فيما عجزت سيارات الإسعاف عن الوصول للمناطق الأكثر تضرراً بسبب الألغام والتعزيزات العسكرية الإسرائيلية.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إن «المدنيين كانوا يحاولون الفرار من جبهة المواجهة عندما استهدفهم جيش الاحتلال بقذائف ومدافع الهاون»، محملاً إسرائيل «مسؤولية التصعيد الخطير» الذي يفاقم أزمة النزوح ويهدد حياة الآلاف من المدنيين.
الموقف الدولي والإنساني من الأوضاع في غزة
وقد دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس وتخفيف معاناة المدنيين، محذرة من «تداعيات إنسانية كارثية» جراء استمرار القصف، وسط تحذير من ارتفاع أعداد النازحين إلى أكثر من ربع مليون شخص.
بدورها، أعربت عدة دول أوروبية –من بينها ألمانيا وفرنسا– عن ترحيبها بجهود الوساطة الأمريكية، لكنها أكدت ضرورة ربط أي اتفاق باحترام القانون الدولي وضمان الحماية الكاملة للمدنيين.
وأعربت مصر عن استعدادها لتقديم التسهيلات الإنسانية على معابرها، في حين عرضت قطر ممارسة دور مراقب على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتنسيق إيصال المساعدات، في محاولة لاحتواء التصعيد وتخفيف معاناة المواطنين.
احتمال تصعيد جديد في غزة
ورغم دعوات وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل إعادة انتشار قواتها في محيط القطاع مع تحصين مزيد من المواقع على الحدود.
ورجحت مصادر عسكرية إسرائيلية أن يتعمق الحصار البري والبحري على غزة في حال استمر رفض الحركات الفلسطينية مقترح السلام، ما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر والاشتباكات خلال الأيام المقبلة.
ويبقى احتمال نجاح خطة ترامب مرهوناً بقبول أطراف الصراع بالشروط المتبادلة، في وقت يعاني فيه المدنيون من تبعات الحرب المستمرة منذ عامين، وسط تحذيرات من تحول الوضع إلى أزمة إنسانية واسعة النطاق في غزة.