تلقت وزارة الصحة في حكومة غزة، اليوم الثلاثاء، الدفعة الأولى من جثامين الفلسطينيين القتلى منذ اندلاع القتال مع إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، بعد أن سلمتهم السلطات الإسرائيلية عبر معبر إيريز شمال القطاع.
وأفاد الناطق باسم الوزارة، د. أشرف القدرة، بأن جثامين القتلى وصلت إلى مشفى ناصر في خان يونس برفقة الطواقم الطبية لضمان استلامها وفحصها تمهيداً لتسليمها إلى ذويهم ودفنها وفقاً للشريعة الإسلامية.
القدرة أوضح أن عمليات التحقق من هويات الضحايا ستتم عبر فحص الحمض النووي وملامح الوجه.
الدفعة الأولى من الجثامين تأتي تنفيذاً للاتفاق الجزئي لوقف إطلاق النار
وأشار القدرة إلى أن هذه المبادرة تأتي امتثالاً للاتفاق الجزئي لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل يومين بوساطة مصرية، ويسمح بإعادة الجثامين والأسرى بين الطرفين.
وأكد أن الطواقم الطبية في غزة مستعدة لاستقبال دفعات إضافية حينما تعلن إسرائيل جاهزيتها لذلك، مضيفاً أن الأعداد المحتجزة لدى إسرائيل ما تزال “بحسب تقديراتنا تتجاوز المئتي جثمان”.
من جهته، أكدت مصادر أمنية إسرائيلية امتناع الجيش عن فتح معبر رفح الحدودي حتى إشعار آخر، رغم التزامات الاتفاق، بسبب تأخر حركة الأسرى والمعتقلين الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة في القطاع، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقول إن دورها يقتصر على الإشراف على النقل والتسليم
وفي سياق متصل، ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن دورها يقتصر على الإشراف على عملية النقل والتسليم، وأنها لم تشارك في فحص الجثامين أو تحديد هوياتها.
لكنّ مفوضية العفو الدولية طالبت إسرائيل بالكشف فوراً عن أماكن احتجاز بقية الجثامين وتسليمها دون تأخير، واعتبرت احتجازها مخالفاً للقانون الدولي الإنساني.
تسليم الجثامين يمثل تطوراً مهماً في ملف إعادة الضحايا الفلسطينيين
ويشكل هذا التطور الخطوة الأولى في ملف إعادة الضحايا الفلسطينيين، الذي طالما شكّل نقطة خلاف بين الطرفين خلال مفاوضات وقف إطلاق النار.
ويترقب السكان في القطاع أن تسهم هذه الخطوة في تخفيف معاناتهم النفسية، خصوصاً في ظل ارتفاع أعداد الضحايا إلى ما يزيد على 38 ألف قتيل، وفق حصيلة وزارة الصحة بغزة.
يأتي تسليم هذه الدفعة في إطار فهم مشترك بضرورة احترام القوانين الدولية التي تحظر الاحتجاز التعسفي لجثث القتلى.
وتستبق مرحلة جديدة من التنسيق بين الطرفين حول ترتيبات تبادل الجثامين والأسير، بما يمهد لإحلال هدنة موسعة تؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية.