أعادت البنوك أبوابها في قطاع غزة يوم السادس عشر من أكتوبر الجاري. لكن الفلسطينيين وجدوا خيبة أمل بدلاً من الارتياح. فالبنوك تعاني من نقص حاد في السيولة النقدية.
وقال وائل أبو فارس، وهو أب لستة أبناء، واقفاً بجوار بنك فلسطين: “لا يوجد مال ولا سيولة في البنك”. يضيف: “نأتي فقط ونُجري المعاملات الورقية ونغادر”.
السكان يحتاجون النقود لشراء الطعام من الأسواق. يحتاجونها لدفع فواتير الخدمات الأساسية. لكن إسرائيل منعت تحويل الأوراق النقدية منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023. كما منعت دخول معظم السلع الأخرى إلى القطاع.
البنية المصرفية تعرضت للدمار في غزة
البنية المصرفية في غزة تعرضت للدمار الشديد، حيث دمّرت الحرب 56 فرعاً بنكياً و92 صرافة آلية. توقفت آلات الصرف عن العمل لانقطاع الكهرباء والإنترنت.
وفي هذا الفراغ ظهر “تجار السيولة”. يستحوذ هؤلاء على الأموال النقدية المتبقية. يقدمونها للسكان لقاء عمولات فادحة.
جشع التجار العاملين في النقد يستغلون حاجات المواطنين
الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب يوضح بقوله : “البنوك تعمل بالمعاملات الإلكترونية فقط”. “الناس يلجؤون لتجار جشعين يفرضون عمولات بين 20 و40 في المئة”.
حالات من الاستغلال الصارخ تتكرر يومياً. رجل يحول 100 دولار إلى الحساب البنكي. يتسلم 47 دولاراً فقط نقداً. خسر 53 في المئة من ماله.
امرأة تذهب لشراء طحين وسكر وطماطم. تجد نقودها لا تكفي بعد دفع العمولات. أطفالها جائعون.
منال السعيدي وجدت حلاً يائساً. بدأت ترمم الأوراق النقدية التالفة. “أعمل وأكسب 20 أو 30 شيقل”. هذا المبلغ يشتري رغيف خبز أو بعض الفول للعشاء. لا غير.
نقص النقد أدى لارتفاع جنوني في أسعار السلع
أدى نقص النقود إلى ارتفاع جنوني في الأسعار، فحسب التقارير، زاد سعر الطحين بنسبة 5000 في المئة. وزاد سعر الزيت بنسبة 1200 في المئة. أما الغذاء أصبح سلعة فاخرة للكثيرين.
الأمم المتحدة أشارت إلى أن موظفيها خسروا 40 في المئة من رواتبهم، فالموظفون يدفعون هذه النسبة لمجرد الحصول على نقود يشترون بها الطعام.
سلطة النقد الفلسطينية تحمّل إسرائيل المسؤولية
أما سلطة النقد الفلسطينية فتحمّل إسرائيل المسؤولية. وتؤكد أن إسرائيل ترفض إدخال أوراق نقدية جديدة. وتقول السلطة: “هذا يسبب أزمة غير مسبوقة في السيولة”.
في المقابل فإن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب لم تتطرق لمسألة إدخال النقود إلى غزة، لم تُصدر وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية أي تعليق.




